يبدو أن هناك الكثيرين من أولئك الذين اتخذوا من مكانتهم ومن مواقعهم ومن صحفهم وصفحاتهم ومجالسهم.. منبراً للحديث وللتسلية وللخطابة وللكتابة يعبرون من خلالها عن آرائهم, وعن سياستهم, وعن توجهاتهم.. ربما كان ذلك تهرباً عن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والوطنية والحزبية..
خصوصاً عندما تكون كل ثقافتهم و تحليلاتهم ومضمون تصريحاتهم وكتاباتهم.. أن يصنعوا من الخيط حبال.. ومن الحبة قبة.. ومن فساد الفرد فساداً للأمة.. ومن فساد المسؤول نسفاً لمنظومة الدولة برمتها.. وهكذا أصبحت تلك الأراجيف ربما طالت الأغلبية من المتحزبين.. وخصوصاً أولئك المعرقلين والفاشلين الذين فقدو مصالحهم والمتخوفين من تطبيق النظام والقانون..
وعلى ثقافة الإعلام وتصريحات الناطقين لأحزابهم والمحررين لصحفهم ولقنواتهم والتي أصبحت تسخر كل طاقاتها وجهودها وإمكانياتها ومهنتها للنيل من الشرفاء ومن المناضلين والمدنيين والمسالمين.. فأصبح همهم كيف يجدون؟ وكيف يطبخون؟..
من أين يحصلون ما ينشرونه وما يصرحون به حتى ولو كان تزويراً.. وهكذا يحولون الأحداث الواقعية والصراعات والاختلالات إلى مشاهد وحلقات سلبية عكسية ومهولة ومذهولة ومغرضة, لعلها تصل إلى الشارع وإلى الفئة الصامتة والمتحفظة, وذلك حرصاً منها على تخويفهم وعلى تحذيرهم.. وإلى المناصرين والموالين, حتى تجعلهم خائفين, ومستظلين تحت رحمة صقورهم وزعماء أحزابهم وعلى نموذج أن يظلوا تحت عبودية أسيادهم..
وفي نفس التوقيت زرع الأحقاد وتعميق الكراهية والبغضاء والعداء لكل من يحاول أن يقترب من كراسيهم ومن مناصبهم.. وعند ذلك أصبحت تلك القوى توظف كل برامجها وإعلامها وأقوالها وأفعالها وتمرداتها واختلاقها للفوضى.. حرصاً منها على كبح وعرقلة وإعاقة تلك التحولات المدنية الحضارية السلمية الديمقراطية والتي باتت قريبة من الكشف الحقيقي والنهائي لتلك التصرفات ولتلك الثقافات ولتلك التعسفات والأعمال المستبدة والمهارات التي كانت ومازالت منبعاً ومظلة للفساد وللمتهبشين.. فاليوم وبكل وقاحة تحاول هذه القوى أن توظف كل مفاسد الكون من فوضى, وقتل, وتقطع, وتخريب, وترهيب, وأزمات وغيرها سواء كانت فردية أو أسرية أو مناطقية, أو إدارية, أو سياسية, على أن وراءها قوى معينة وحزب معين ومسؤول معين فربما مثل هؤلاء المرجفين والمحترفين والمتسوقين والمحرضين والمناهضين لو أعادوا النظر في حقيقية ما يروجون له وما يريدون أن يظللوا على الشارع بتصرفاتهم وأراجيفهم..
فالشعب والشارع أصبح يدرك ويعرف أن هناك سلطات محلية ومحافظين ومدراء مديريات, ومدراء إدارات هم من يتحملون المسؤولية في كل ما يحصل في مناطقهم بدلاً من التخوين ومن التجوير ومن التهرب من المسؤولية..
فحديث أولئك المذنبين والمرجفين أصبح اليوم منظور ومشهود يعرفه ويدركه ويفهمه ويحذره القاصي والداني, بل وغالبية عامة الشعب..
فهل يا ترى سوف يدركون هؤلاء أن الشارع قد ملَ وقد طفح عنده الكيل من تصرفاتهم ومن تصريحاتهم ومن إعلامهم, الذي أصبح مغبون, ومشحون, ومنظور بتزييفه وبتظليله وبتحريضه وبتخليه عن مهنته, وعن مسؤوليته وعن وطنيته وعن دوره وعن حقيقته وعن حزبيته وعن مصداقيته..
والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
عندما يتحدث المرجفون..!! 1180