لقد كانت قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة على أسس روحانية وصلات ربانية ومبادئ إنسانية واختياره للقادة كان بحسب الإيمان بالله والعقيدة والعلم والدراية بقدرات وقوة الرجال الفكرية والبدنية وقال لأحد صحابته- عندما أراد أن يكون قائداً للجيش- أنت راعي ضأن وليس راعي حرب ووزع المهام فقال أهل القران لأهل القران وأهل الحديث لأهل الحديث وأهل الحرب لأهل الحرب واليوم القيادة والميدرة توزع مناطقيا وبحسب الجاه والمال والولاء الحزبي والمناطقي ولمن معه ظهر وركبه وحمار, وساءت الأحوال عندنا بسبب هذا الاختيار والانحصار واستبعاد ذوي الكفاءة والتخصص, ومن يتمتعون بالإخلاص والوفاء لهذا الوطن..
واليوم وفيما مضى تسوق وتعرض علينا كوادر لا هم لها حاضر ومستقبل اليمن وهي بعيدة كل البعد عن الأطروحات والادعاءات التي يتم تسويقها لهذا الشعب في الإعلام ووقت الانتخابات، نعايش الاحباطات في تطلعاتنا المستقبلية وهموم في حياتنا الضرورية اليومية لأنه لا يوجد مؤشرات على إنهاء المؤامرات والأزمات ولم يظهر من لديه رؤية لإنقاذ البلاد وتحقيق الطموحات..
الأحزاب ليس لها رؤى في حل المشكلات وتجاوزها أو حل خلافاتها فكيف تدير أمور الشعب والبلاد ولا تستحق أن تكون جزء من مشروع الحاضر والأمنيات، ومن خلال قراءاتنا لتاريخ الأمم والشعوب كيف انهارت المجتمعات عندما استبدلت القيم والمبادئ والأخلاق بالماديات والشهوات وحب الذات وعندما يقود تلك المجتمعات والدول مجموعة من الأفراد لا يؤمنون إلا بالمصالح والمنافع التي تعود عليهم بالغناء والثراء وليس على تلبية احتياجات مجتمعاتهم، بشائر الانهيار في اليمن تسير باطمئنان وبمباركة الأحزاب والجماعات وما تقدمه من قتل ودمار وثقافة وما تنشره من أحقاد ومع بقاء الفاسدين يبقى الإرهاب والاختطافات والثارات والسلبيات اليمن تظل في مؤخرة الدول والشعب كأنه دخيل ولاجئ..
في اليمن أخطار تلاحق اليمنيين نتيجة لسوء الإدارة والسياسيين بلا قيم أو ضمير ولو تطرقنا لحال الموظفين في اليمن مرتباتهم لا يمكن الاستفادة منها إلا القليل واليسير وعلى قلة الموظفين وأغلب الشعب في حالة العوز والعاطلين لا يتمتعون بما يتمتع به الآخرين من تأمين ومزايا والحصول على المتطلبات لا يكفي السداد ونضطر في اليمن إلى إيقاف أكثر الحاجيات الضرورية من الفواكه والخضروات والأدوية وكذلك الخدمات مثل التعليم والصحة والبحث عن المياه والكهرباء والسكن في المدينة لكثير من الناس على الرصوف وفي العراء وفي القرى يتمنون ما يرمى من سفر الأغنياء وما يقوي وينمي الأجسام من سوء التغذية والحفاظ عليها وهي محرومة من أبسط الأشياء التي تحظى بها بقية الشعوب ويفتقر إليها المواطنون في اليمن وليس أمام أولادنا سوى التأمل والنظرات لنا كيف يعيش الآخرون برفاهية وبذخ, ونحن نتمنى في القرن الواحد والعشرين أن نشبع بطوننا برغيف الخبز والسحاوق والشاهي والروتي مع الكراث عند العمال..
نقاوم في بلادنا الحياة بالحسرات والبكاء على أحوالنا وبلادنا فيها كامل المقومات لو تم ترشيد الاستهلاك للكماليات والمحافظة على المال العام وتجريم من يأخذ منه أو يتلاعب به أو يستخدمه خارج مصلحة الشعب والوطن ومنع الاستفادة منه للمصالح الخاصة لأكتفينا من خطط وعمل المنظمات الأجنبية التي لها هدف وهو تصوير رحمة القساوسة والرهبان في الكنائس أرحم من رحمة أهل المساجد وعلمائها..
هكذا يتم تصوير الإسلام في نفوس أبنائنا ونظل نعيش على القروض والهبات والمساعدات المشروطة بضررها على الشعب والبلاد وكلها من صنع الرهبان والأحبار وأحفاد الخلفاء رضوان الله عليهم يتصارعون في بلدنا على من يحكم المساكين والضعفاء ويستحوذ على مدخرات البلاد، الدنيا والمال صفات مشتركة اليوم مابين المسلمين والأحبار، وكأن ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام يذهب به المسلمون أدراج الرياح وأصبح حب الله والرسول مجرد كلام ..
لقد نجح أحفاد الرهبان بأن يوصلوا المسلمين إلى حب الدنيا والمال، لا يمكن أن نخفي البصمة السياسية الظاهرة على ما يجري من تدمير واغتيالات في اليمن والتهور الذي يوجد له غطاء وغطائه الصراع على السلطة من قبل تلامذة ابن تيمية والصنعاني في الأحزاب والجماعات، الشعب أمامه مشاكل ولابد من مناقشة تلك المشاكل وما تم مصادرته من حرية وعدالة لصالح مجموعة من النافذين والفاسدين.
يجب أن تحل كل المشاكل قبل ثباتها وتمددها وعلينا أن نحتوي كل الفئات ونعطي فرصة لمن هم الشباب الذين لم تتلطخ أياديهم بالمنكرات, ولا يهمهم البحث عن الشهوات والملذات ولا التبعية للجماعات ومن الضرورة طمس الممارسات التي ولدت من رحم الأحزاب والجماعات التي وزعت الألقاب على قاداتها وهي ممارسات غير مسئولة خارج نطاق العادة والعرف والقانون ترتكب ضد المواطنين على ممتلكاتهم والحريات من قبل المهوسين بحب والظهور ومنهم مشايخ المرافقين, والسيارات ومافيا النهب والتهريب..
هذه التصرفات هي عصارة فكر وإنتاج صراع الأحزاب والجماعات، لابد من تغيير آلية العمل لدى الأحزاب والجماعات وترك الاقتتال والاحتراب وإيجاد البرامج لمعالجة الظواهر المضرة بالوطن والشعب منها مكافحة الإرهاب وظاهرة حمل السلاح وظاهرة وقف مضغ القات ومعالجة البطالة والحد من انتشار الفقر واسترجاع المال العام المنهوب من كوادر الأحزاب والقيادات ومنع ممارسة الرشوة والواسطة والمجاملة في المرافق الحكومية واستقلال السلطة القضائية واستبدال القضاة الذين هم على عداوة دائمة مع حقوق المواطنين, وفرض هيبة الدولة على الجميع ودون استثناء وزيادة دخل الفرد وثبات الأسعار، هذه هي متطلبات المواطنين في اليمن وكان من المفترض تطبيقها ولا داعي لمؤتمر الحوار..
وعلى القنوات التلفزيونية والصحف اليوم إشاعة المحبة والسلام وفضح منهم أمراض وعفا عليهم الزمن وفي نفوسهم أحقاد على اليمن وشعبها، استغلال وانحسار في التعامل مع المواطنين من قبل كوادر النظام الإداري التابعين للأحزاب والجماعات وعند التجار ولنناقش ما يدور من كلام حول بعض المخالفات ومن ضمنها بعض محطات البترول التي تأخذ من حق قيمة الدبة عدد من الأمتار هواء على المشتري وبعضهم يضيف نسبة من الجاز لزيادة نسبة المبيعات في الديزل وعند المالكين للمركبات ترتفع نسبة الإهلاك للمركبات والمواطير ويقل عمرها ويتم هدر الممتلكات للمواطنين..
غش وخداع يتعرض له المواطن دون خوف من عقاب الله أو مساءلة القانون وهناك أوبئة وأمراض ومنها السرطان على ذمة المواد الحافظة للمصنوعات المحلية وكثرة تفشي المبيدات السامة على الفواكه والخضروات، اليمن مابين قتل الإنسان وحرق الأرض بالمبيدات القاتلة والمدمرة والأحزاب والجماعات مستمرة في مواصلة الصراع، حالنا في اليمن ما بين السفر والإسعافات في المستشفيات الحكومية والخاصة والمستوصفات والعيادات وتحت وصاية وتجارب الدكاترة ومفعول الأدوية التي تصرف لنا بالكميات حتى حياتنا يتم المتاجرة بها لعيون تجار المستشفيات وشركات الأدوية, وعلى حسابنا تصرف العمولة للدكاترة وتذاكر السفر والساعات والإقامة في الفنادق حتى يتم كثرة العمليات وبيع الأدوية المهربة في الصيدليات للضعفاء من المغتربين والرعية وبائعي القات، خيارات القادة والساسة هي المتاجرة بالمواطن وبيع الولاء من قبل الحالمين بالسلطة والمتسلطين علينا، بيعنا في الأسواق والمتاجرة بنا جملة وتجزئة بالمنتجات الرديئة المستوردة من الصين وجنوب شرق أسيا..
زمان كان ما بين الفرح والحزن قرون ودهور واليوم بيننا وبين الحزن والفرح ربما أمتار وبالأكثر ليالي وأيام إصرار في اليمن على هدر الممتلكات وقتل الإنسان والتأزم والانفجار وليس لدى القيادات البديل أمامها سوى الاقتتال والتهديدات والتصريحات والمستغرب من القيادات أنها تدعي تمثيل الأمة والأفضلية في نهجها للدين والإسلام وحبها لليمن وعملها يخالف الشرع والإسلام..
أمام كل مواطن في اليمن منغصات والشعور بالحرمان والآلام من المفخخات والتفجيرات وكثرة الطوابير على المتطلبات لقد طالتنا كل المساوئ في الصراع على السلطة وعجزت القيادات في اليمن عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطن في أبسط الأشياء والرسول عليه الصلاة والسلام منع السلاح في الأعياد والأسواق وكفل المسلمين من بيت المال ومنع حملة الرماح في الأسواق لكي يؤمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم, رغم أن حملة تلك الرماح لا يمكن أن يوجهوا تلك الرماح إلا للعدو في حالة الحرب ولمن يحارب وبيده الرماح..
واليوم القادة والساسة والعلماء بالمرافقين والسلاح، كبر ونخيط على المساكين وبرامج الأحزاب والجماعات هي الاستعراض بالمليشيات والاقتتال فيما بينها وكلهم على مقربة من حب الرسول وآله في ظل الصراع على السلطة نتج عند المواطن العوز والفقر والإحباطات وظاهرة القلق تتوسع عند المواطنين والقدر يتدخل وتتسابق الأسر في التفكك وخروج الجنازات حزن لا يكاد يفارقنا ما دمنا في اليمن تحت رحمة المسئولين والتجار والأحزاب والجماعات وكلهم من المسلمين..
ولو عملنا مقارنة نجد أن الأحبار والرهبان أرحم لنا من الأحزاب والجماعات في هذا الزمان.. اللهم ورزقنا القيادات المخلصة التي تحافظ على المال العام وتصون حرية وكرامة الإنسان يكون من كان دون تمييز وعجل يا رب بتحقيق الطموحات والأحلام، اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
اليمن ما بين رهبان الماضي وقساوسة الحاضر وتأخر الطموحات والأحلام (2) 1112