لاشك أن ما تمر به ثورات الربيع العربي والأحزاب الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين من تأمر وممارسة أقسى أنواع القمع والقتل والافتراء وما نتج عنها من إزهاق أرواح ومصادرة الحقوق والحريات والجهود التي بذلت في سبيلها وتجميد أموال وما صاحب ذلك من ألم وحزن وفقدان الكثير من المكاسب المادية والسياسية والمعنوية والتشريد, والحبس ونكران الجميل, إلا أن ذلك كله على الرغم من أنه محنة العصر إلا أنه وكما يقال في كل محنة منحة وإليكم قرائي ومن خلالكم توصولوها لكل من يشارك ويساند هؤلاء في ظلمهم وزورهم بعض المنح من هذه المحنة.. ونبدئها..

 * بأن كثير من الجماعات والأحزاب وقياداتها ومع زحمة التجاذبات السياسية والمستجدات اليومية وتعدد أهداف المرحلة وزحمة جداول المواعيد واللقاءات والبرامج كلها ساهمت لحد ما في صناعة عمل سياسي جاف شغل الناس عن كثير من أوقات الذكر والتدبر فكانت محنتكم أدعى إلى العودة الصادقة والالتجاء الصافي الذي لا يكدره جهد ولا قدرة سوى قدرة الله وحده..

* ومن المنح أن الكثير تعلموا أن النجاح والفوز في انتخاب أو استفتاء أو استحقاق ليس نهاية المطاف في علاقتنا مع الخصوم وأن الحقيقة الباقية هي أنهم شركائنا في صناعة المستقبل وأن الهدف ليس التغلب بقدر ما يكون التقارب ومهما قدموا من تنازلات فهي ليست منحة من الإسلاميين بل هي واجب من أجل تأليف كل قوى المجتمع للمساهمة في نهضة الأمة..

* ومن المنح أن الانقسام الذي عززته سنوات الحكم الديكتاتوري بين القوى الإسلامية وغيرها كان لا يمكن أن يلتئم في ضل وجودهم حكاماً بحكم الحقد المتبادل وإنما بفضل ظلمكم وإقصاءاكم للجميع وسوء إدارتكم للوضع الاقتصادي والاجتماعي وأساليب قمعكم للجميع ومنهم أقرب حلفائكم ولقد انعكس هذا إيجاباً في مصالحة بفلسطين وأخرى في تونس واليمن وغيرها..

* كما أنكم عززتم لدى شعوبنا وشبابنا بفعل سكوت القوى الغربية على جرائمكم وجوركم أن العلاقة معهم لن تستقيم إلا في ظل توازن قوى وأن قيم المدنية والمصالح المتبادلة يضربون بها عرض الحائط عندما تلوح فرصة لاجتثاث أي مشروع يهدف لبناء مجتمع حضاري قوي في أمتنا العربية والإسلامية وهي ما جعلت البقية يحترزون لهكذا فرص..

* ومن المنح وهي العجيبة حقاً أن جيل الشباب من القادة كان قدرهم أن يستلموا دفة التغيير داخل الجماعة وخاصة في مصر بعد حملة اعتقالاتكم لرموزها فانتظروا ادائهم الذي سيطيح بكل اوهامكم..

وعليه أيها الظلمة ومن معكم من شهود الزور سيسقط انقلاب مصر والمسألة مسالة وقت ولن تنجح.. باقي خطط الاقصاء وسيظل المشروع التغييري هو القادم لأنه خيار الشعوب وحتمية النضال ومجاراة للسنن الكونية.