يبدو أن الرسالة الإقليمية والدولية قد وصلت لليمن حكومة وشعباً على أن دعم المانحين وخصوصاً الدول التي التزمت على أنها ستقف بجانب اليمن خلال المرحلة الحالية, تبدو على أنها سوف تتأخر وتحتاج إلى مزيد من الوقت نظراً لعدم الاستقرار العام لليمن, فهذه الملفات ربما تكون هي المركونة والمسهونة والمنتظرة لمنظومة الدولة المركزية أن تستكمل تنفيذ الاستراتيجيات والمخططات المنشودة والمنتظرة والمتفق عليها محلياً ودولياً.. فاليوم- وعلى هامش تلك المتغيرات- تقف اليمن عالقة وحائرة بين متطلبات الوضع الراهن ووعود المجتمع الدولي التي ربما باتت تلك الوعود مرهونة بانتظار الإشارة الخضراء من الدول الراعية والمشرفة والوصية على مستقبل اليمن وخصوصاً السعودية وأمريكا..
وهذا ما جعل من أبجديات المسؤولية الإدارية للدولة أن تظل مرتبكة ومتخبطة وحائرة.. لا سيما كان بإمكانها أن تستخدم الدبلوماسية الخارجية بشكل جاد ومتلازم لإيجاد البدائل الإسعافية والاحترازية من بعض الدول التي لها بصماتها وأعمالها الإيجابية تجاه الشعب اليمني.. وربما مثل تلك الدول تكون على استعداد تام للتعاون لكن تحتاج إلى توجه صادق وحقيقي من قيادة الدولة أن تقوم بذلك بدلاً من انتظار المجهول والركون إلى المأمول الذي قد ربما يتحقق وربما لا يفي بالغرض المخطط له.. هذا من جانب المدلول للملفات المتعلقة بالمنظومة الاقتصادية والإستقرارية..
أما الجانب السياسي والمحوري وخصوصاً فيما تمارسه بعض القوى السياسية من تنكر وتخاذل وتقاعس وتمرد وتهرب من تحمل المسؤولية لاشك أن ذلك سيؤدي إلى تشابك تلك الملفات وجعلها أكثر تعقيداً وربما يصعب على الواقع أن يتعامل معها.. وخصوصاً عندما يكون الواقع على موعد مع الحرب ضد القاعدة.. والعين الحمراء على جماعة الحوثي المغايرة.. والتحضير لمصيدة القوى السياسية المعرقلة والمناهضة.. والرفس والتنكيل بالمكونات المتحايلة والمتاجرة.. وهكذا أصبحت الملفات شائكة ومتقاربة الظلام طغى على النور والفوضى على الاستقرار والإرهاب على السلام والمعرقلين على الملتزمين والسفهاء على المؤدبين والمشاغبين على المتعاونين.. وهذه هي المشكلة الرئيسية بحد ذاتها وفي مقدمة ذلك عندما تكون بعض القوى السياسية التي تسيطر على غالبية مفاصل الدولة أن تتهرب عن مسؤولياتها وتقوم بالتحريض والتظليل والتخوين لطرفاً أخر ربما يكون معها شريك في السلطة أو متواجداً معها في بعض الإدارات والوزارات...فمن هذا المنطلق تبدو المشاهد أن اليمن ربما تعيش في فراغاً إدارياً وسياسياً وربما يفقدها الكلام والحركة والسير والمضي قدماً نحو المأمول وخصوصاً عندما تصبح الملفات التي كانت بالأمس منظورة أمام الجميع على أنها هي سبب كل المعضلات الموجودة على الساحة اليمنية..
هي اليوم من تواجه الدولة وهي من تناهض وهي من تتمرد وتعيق توجهات الدولة في مختلف النواحي والتوجهات.. فهل يا ترى سوف تدرك الجهات القيادية والمعنية والإدارية والسياسية أنها تحمل في يديها الحق والحقيقية وتحمل في مضمون الدولة والحكومة المخارج والحلول للقضية..؟ أم أنها ستظل تحمل الحقد والضغينة والفضيحة..؟ عند ذلك ربما سنضطر إلى أن نلهج بدعوات الجن والعفاريت أن يحكمونا وأن يتسابقون على أن يقدموا عروضاتهم من منهم يستطيع أن يخرجنا من هذه الأنفاق المظلمة التي باتت أمنيات الأوصياء.. وطموح الفرقاء.. ودعوات الأشقياء.. وثقافة الأغبياء.. وتجاهل المتحفظين والأقوياء.. عندما تستدعي الحاجة لذلك..
والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
عندما تصبح اليمن على كف عفريت..!! 1231