الحوار مبدأ راقٍ لا يرفضه عقل سليم, بل هو خطوة أولى نحو التعرف على الذات وإزالة سوء الفهم داخل الدائرة الواحدة- الذين يشتركون في ثقافة وحضارة واحدة- وهو المدخل الإنساني للاقتراب من الدائرة الخارجية- خارج الحضارة الواحدة-.
وحتى يكون الحوار مثمراً ومقنعاً ومؤثراً لا يتم عادة في ظروف غير طبيعية.. وكأي نشاط إنساني إذا حدث بين متكافئين يقدر كلا منهم الأخر, تكون له ثمراته وفوائده,..
وبالعكس إذا تم في ظروف طارئة وبين غالب ومغلوب, فإن نتائجه في الغالب لا تكتسب صفة الاستمرار, حتى وإن خففت بعض مواطن الاحتقان والألم, وساعدت على تجاوز ما يهدد أحد الأطراف..
ومن أسباب تراجع مفاهيم الحوار الندي المتكافئ مع الأخر لدى شبابنا عدم وجود تخطيط محكم بعيد المدى حتى في حالة عدم وجود أهداف وطموحات لهذا الحوار..
فغالباً ما تكون غير مدروسة وغير واقعية
وهكذا نجد أن تدخلات شباب بلدنا تتميز عموماً بالفوضى والارتجالية وغياب التخطيط المحكم بتأهيل كوادر وأطر وإهمال تقويم أهداف وطموحات الحوار الفعال مع الأخر..
فالحوار يتطلب مواجهة التحديات والأخذ بأسباب النجاح والقوة, وتنمية المهارات الإبداعية لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة, ويجب التحلي بالجدية والإيجابية والصرامة لمواجهة الواقع وحسن تخطيط المشاريع والإعداد للمستقبل.
هشام عميران
الحوار مبدأ حضاري لا يرفضه عقل سليم 1273