إن الطاغية الديكتاتور يحرص دائماً على هدم ثلاث دعائم في الوطن الذي يعيش فيه كي يستمر في السيطرة عليه, وهي الأمل والأخلاق واحترام الذات!!وحين يهدم هذه الدعائم يتحول البشر الى قطيع من الحيوانات تتصارع على الفتات وتتنافس في خدمة سيدها وكما رأينا.. مؤخراً في ما يسعى إليه الانقلاب السي/صهو/ خليجي الأمريكي من محاولة لهدم تلك الدعائم وإرساء دعائم اليأس والاستبداد وزرع القناعة بألاّ مصر بدون العسكر وهذه فرعنة ليست من الواقع في شيء, بل هي محاولة لاغتصاب الشرعية والإرادة الشعبية المصرية والعمل على استضعاف الشعب المصري وتحت مبرر القومية التي تتنافى مع القومية الممزوجة بالهوية العربية والإسلامية والتي تسمو بالإنسان وترفعه مكانا عليا
لكن السيسي وأعوانه اتخذوا أهواءهم آلهة بل الوساوس الشيطانية والعقلية العدائية والأفكار الخبيثة النتنة والطاعة الإبليسية والقومية الواهية التي ينتهجونها جعلتهم في غير موضع الوطنية القومية وألقتهم في سلة اللا وطنية التي هي مجرد رداء وشعارات يتغنون بها, فالبوليس المصري كله بدون أخلاق حين رضي بتعذيب المسجونين في عهد(حسني مبارك)والآن أعان السيسي على القتل والإجرام وارتكاب مزيداً من الدماء وزهق أرواح الأبرياء!
إن الجيوش التي تقتل أهلها مجردة من الأخلاق والإنسانية!
فهل يتنازل الإنسان عن مبادئه لمجرد طاعة الأوامر؟؟!أم إنه شريك في الجريمة ومقتنع بما يفعل؟!
أعتقد أن أفضل إجابة على هذا السؤال هي تجارب (ستانلي ميلغرام ) في جامعة "يال" بالولايات المتحدة والتي نشرها في سبعينيات القرن العشرين, والتي أوضحت أن الكثير من البشر لديهم الاستعداد للتنازل عن مبادئهم في سبيل طاعة الأوامر؛ لكي يحافظ على وجوده ضمن المنظومة العامة لمجتمعٍ ما.!!وهذه الصورة من التنازل عن الأخلاق والقيم في سبيل طاعة الأوامر, وفي سبيل البقاء ضمن منظومة اجتماعية معينة هو شيء خطير, والأخطر أن هؤلاء الذين يتنازلون عن مبادئهم وأخلاقهم والقيم في سبيل إرضاء ولي الأمر دائما, يجدون من الحُجج والأسباب ما يكفي ليجعل ضمائرهم مستريحة, وليقنعوا أنفسهم والأخرين أن ما يفعلون هو دفاع عن الحق والفضيلة, ولكن ما نريدهم هم الفئة الرائدة التي تصنع المجتمعات وتبني الأوطان ولانتقاد وراء القطيع التي لا تتنازل عن أخلاقها ومبادئها من أجل طاعة الأوامر. والتي نصحنا الرسول صلوات ربي وسلامه عليه فقال: لا تكونوا إمّعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا,! وإن ظلموا ظلمنا,! ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا, وإن أساؤوا فلا تظلموا, وهؤلاء هم من سيبنون العصر الجديد لنهضة الأوطان واستعادة المجد المفقود.
هشام عميران
همسة...للعسكر. لا تكونوا إمعة!!!! 1321