أتساءل كغيري من أبناء هذا الوطن الذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من مآلات واقعٍ يتأهب - بفعل الضغائن والأحقاد - للتشظي والانقسام:
كيف لا يستجيب اليمنيون والسّاسة منهم على وجه التحديد لنداءات الراهن الوطني الدّاعية بإلحاحٍ شديد إلى التماسك والاصطفاف الوطني الراسخ في وجه قوى الزيغ والفتنة والضلال؟!؟
كيف لا يستجيبون والوطن اليوم أحوج ما يكون إلى التسامح، ونبذ الأحقاد، والضغائن، وطيّ صفحة الماضي، وما إلى ذلك محددات فاعلة تمضي بنا وبخطىً أكثر ثباتاً وصوابيّة صوب المستقبل الآمن المنشود!؟
لقد جربنا كثيراً أن نقف من مجمل القضايا والتحديات التي تعترض هذا الوطن على طرفي نقيض،،فنقضنا قِيَم الأخوّة عروةً عروة ومضينا في احتشاداتنا المدججة بالولاءات الشخصية والحزبية والقبلية والمذهبية "المقرفة" اتضح في كل بلاءاته أننا - لا سوانا- ذنبه الأوحد والوحيد!!
ورغم إدراكنا حقيقة أنّ مشكلة هذا الوطن لم تكن تكمن في جغرافية الدولة وشكلها وإنما في مضمونها الهشّ الذي تشكّل وفق ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية متخلفة أخفق الفاعلون خلالها من الخروج بالوطن ولو لمرة واحدة عن دوائر الخيبات والفشل والتي ظلت في اتساع مستفحل وظلّ خلالها الوطن يضيق حتى غدا -على اتساعه- أضيق من سم الخياط!!
ولكأن الشاعر العربي لم يكن يقصد سوانا وهو يصرخ متأوها:
"لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أحلام الرجال تضيق"...
مع الفارق طبعا في أن من تمثلوا حلم هذا الشعب فمثّلوا به شر تمثيل لا يمكن بحال من الاحوال أن يتم خلع وصف الرجولة عليهم, إن حضورهم الباهض المكلف يقرّبهم أكثر بل يقفز بهم نحو الصفوف الأولى لقراصنة الأوطان ونخاسيها فسحقا لهم, ولأحلامهم الصغيرة التي كانت تعزّز -ولا تزال- من استعداد هذا الوطن لأن يضيق بهذا الشعب ذرعا، ويلفظه نحو عراء البؤس والضياع، سُحقا لها كم حاصرت شعباً!
كم غيّبته واغتالت أمانيه بينما الأوغاد يسرحون في حضورهم الماجن ويمرحون !!
غيلان العماري
احلامنا حين تضيق 1355