هاجم الحوثيون مواقع لقوات الجيش المرابطة على حدود مدينة الجميمة غرب مدينة عمران فجر أمس، قتل في الهجوم 11 جندياً من قوات الجيش و14 جريحاً.
هؤلاء كانوا يؤدون واجبهم وعلى ما أظن أنهم جنود يمنيون، العجيب أن الهجوم نقلته مواقع ووكالات دولية، الموقع الوحيد الذي لم ينقل الخبر هو الموقع الرسمي سواء 26 سبتمبر ووكالة سبأ الرسمية، ولو بخبر كاذب حتى تبعد عنها الحرج!.
وكأن تخصصه فقط هو نقل المعارك إلى الجنوب بصفتها حرب ضد الإرهاب أما أن تقتل مليشيات مسلحة أكثر من 11جندياً وجرح 14 آخرين فهذا لربما تعتقد هذه المواقع أن الحوثيين قدموا خدمة للجنود بأن خلصوهم من هذا الوطن الذي تقوده عصابات وتجار حروب، الجندي يعني لها شيء في مكان ولا يساوي لها حتى نعل أحد زنابيل الجماعة المسلحة في مكان آخر!..
إذا كانت وكالة سبأ لربما معذورة بوجود وكلاء للحوثي على رأسها فما العذر لموقع 26 سبتمبر الرسمي؟ الذي لا ينتظر دقائق حتى يكتب لنا عن الحرب على الإرهاب، إلا إذا كان القائمون عليه لا يعتبرون مقتل الجنود من قبل مليشيات الحوثي عملاً إرهابياً!..
هنا يصبح المواطن في أشد معاني الاستغراب، ولا يستطيع أن يميز ما هو الإرهاب الذي تعنيه الدولة! فأعمال القاعدة هي نفسها التي يمارسها الحوثي، ولكن التعامل مع الجهتين مختلف بشكل يجلب الحيرة، ويشكك في مصداقية الحرب على الإرهاب ونية القضاء على الإرهاب أصلاً.
يوماً بعد يوم ويفقد المواطن إيمانه بالوسائل الرسمية ومدى مصداقيتها، والانتقائية في التعامل مع جماعات العنف المسلح، والكيل بمكيالين.
قد يرى البعض وهذا ليس مستبعداً أن الدولة نفسها التي نقلت لواء من صعدة إلى الجنوب لقتال تنظيم القاعدة تهيء لمليشيات الحوثي لمزيد من التمدد، على حساب المناطق السنية، وأن هناك رغبة إقليمية ودولية لتجهيز هذه الجماعة وتقويتها وإضعاف جماعة أخرى، ليتم إعادة السيناريو العراقي على أرض اليمن.
من يستطيع أن يقنع وزارة الدفاع وموقعها أن ما تمارسه جماعة الحوثي هو إرهاب، وأن الجندي الذي يقتل على يدها يحمل الهوية ذاتها التي يحملها من يقتل على يد القاعدة.
إهانة الجنود بهذا الشكل بحيث أنهم لا يستحقوا ولو خبر قصير في مواقع الدولة الإخبارية يضعف نفسية الجندي، ويشتت ذهنه في فهم معنى مصطلح جماعات العنف التي تعنيه الدولة.
ويبقى الأهم أن حادثة الهجوم ستنتهي بتحكيم كما عودتنا حكومتنا، ويبقى الجندي هو ضحية الطغمة الحاكمة، التي أهانت مشروع التغيير وجعلت المواطن يصاب بالذهول نتيجة قراراتها المزدوجة، وشككته أيضاً بحقيقة من يحكم اليمن اليوم، هل هي إرادة يمنية أم إرادة دولية؟!.
مصطفى حسان
الحوثي يقتل الجنود والمواقع الرسمية خارج التغطية! 1240