العنوان ليس لرواية أو قصة قصيرة.. إنها حكاية جرح ينزف دماً وأرواح تزهق لتزيد من أوجاع بلد مثخن بالألم..
إن الدماء التي تسيل بفعل إصرار مليشيا الحوثي على تحرير عمران من الاحتلال الإسرائيلي كلها تمثل خسارة لهذا الوطن سواء التي تبحث عن مجد السيد أو التي تؤدي واجبها العسكري والوطني في الحفاظ على سياده البلد وأمنه واستقراره.
للتاريخ فقط: أن وزير الداخلية في كلمته أمام النواب قد جهر بما يخفيه الكثير علنا ويتداولونه سراً بان المليشيات سواء حراك أو حوثيه أو تخريب بالإضافة للقاعدة هي سبب أزمات ومخاطر البلد وعليه كنا نتوقع اليومين الماضين أن يتعامل النظام مع خروقات وجرائم الحوثي بحق الجيش والأمن بعمران بمسؤولية اكبر وبتوجيه رساله قوية لإيقاف العبث والقتل وإزهاق هيبة الدولة. ومالم يتدارك الرئيس وقيادة الجيش خلال الأيام المقبلة الموقف ويبحثوا عن حلول سلمية أو استخدام القوة ودعم المنطقة السادسة بكل مستلزمات إنهاء هذا العناد وهذا التجرؤ المخيف, فإن البلد حتما ستذهب باتجاه التشرذم غير المعلن وستصبح مران عاصمةً لدولة ينقصها الاعتراف الدولي فقط وسيصبح الجيش اليمني على غرار اللبناني لاحول له ولا قوة وأصبح الجنوب اللبناني يعلن حاله الحرب مع إسرائيل وسوريا وهو عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه وهذا مالا نأمله من قيادتنا السياسية والعسكرية.
وأخيراً: عمران اليوم ترزح تحت وطأه انتظار مستقبل مجهول وكأنها تدفع ثمن وقوفها لجوار ثورات الشعب ورفضها العائلية والسلالية على مدار تاريخها السياسي لكنها ستصمد وستنتصر لان قدرها هكذا وفاء وصبر وانتصار فهم لا يسلمون مفاتيح أرضهم لديكتاتور قديماً أو حديثاً وهم في الأخير يحصدون العز وغيرهم يجر ذيول الاستسلام على حساب التاريخ والوطن..
فؤاد الفقيه
دماء على أعتاب عمران 1257