أسمع رجال العهد الكلفوتي ونساءه يثرثرون حول ضرورة "تجريع" الشعب فاتورة فسادهم وضحالتهم وتقاعسهم وجبنهم، فاستذكر رجل الدولة النزيه والعصامي، المحب لشعبه، الدكتور فرج بن غانم، رحمه الله، الذي استقال من رئاسة الحكومة عام 1998 بعدما رفض أن يحمِل الشعب ضريبة فساد العصابة التي كانت تحكم (وما تزال بعد توسيع عضويتها لتضم قادة المشترك)، واقترح القيام أولا بإصلاحات في الحكومة والإدارة والمالية العامة.
فرج بن غانم هو رجل دولة وإدارة واقتصاد من طراز رفيع نستدعيه كلما رأينا "حثالات" دولة "الرئيس صالح"، على تنوعهم، ينشرون فذلكاتهم وترهاتهم عن "التهريب" و"التخريب" و"الفساد" لتبرير تجويع الفقراء وتحصين "المهربين" و"المخربين" و"المفسدين".
يا لنبل ابن غانم!
و يا لوضاعة هؤلاء الذين يُنكلون بشعبهم من أجل حفنة مقاعد حكومية!
******
هادي جاء إلى موقعه الرئاسي من "حظيرة" صالح. لكن قادة المشترك - الطالعين من الحظائر السرية للأب الذي كانه صالح إلى ما قبل فبراير 2011- وثبوا إلى السلطة عبر طريق التفافي برمائي، فهم نزلوا إلى الساحات وتسلطوا عليها بمقدراتهم التنظيمية والمالية، ثم ركبوا بحراً من دماء الشهداء والجرحى، لبلوغ المراد!.
***
هادي ابن "صالح" البار، وقادة المشترك هم أبناؤه غير البارين!. جميعهم ورثته الذين يستعجلون تقسيم "الاقطاعية" التي خلفها لهم.
أخوة، غير أشقاء، هم. اغدق عليهم الأب الديكتاتور بالمال والامتيازات غالبا، وبالتعنيف والتحقير أحيانا.
وها هم يفرجون توترهم وعقدهم ومكبوتاتهم في الشعب، يجوعونه ويروعونه ويمزقونه كي لا تكون ثورة بعد تلك التي اطاحت بأبيهم.
من صفحته على الفيس بوك
سامي غالب
رجال العهد الكلفوتي 1220