لا تكاد نقطة أمنية ساخنة تهدأ في اليمن حتى تثور أخرى، ولا يمر يوم دون سيطرة العنصر الأمني على الأخبار القادمة من هذا البلد العربي الذي يواجه تحديات خطيرة تتجسد في تصاعد أزماته الداخلية التي عكستها المواجهة العسكرية بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة في أبين، شبوة، البيضاء، وبين الحكومة وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية، وهو ما يجعل البلاد في منعطف من استقطابات سياسية ومواجهات عسكرية وتداعيات تلك الأزمات على مستقبل اليمن ذاته.
الحاصل الآن في بعض المحافظات الشمالية هو نوع من الصراع السياسي المغلف بإطار وأقنعة دينية ومذهبية، بينما في الحقيقة هو صراع وتنافس على حيز السلطة القادمة بعد مؤتمر الحوار الوطني، حيث تحاول بعض الأطراف لا سيما جماعة الحوثي، تعويض مجالها المحدود في الجانب السياسي والحزبي بإيجاد تنافس وصراع مع قوى وتيارات منظمة، مثل التجمع اليمني للإصلاح الذي يمتلك قاعدة شعبية عريضة.
و«القاعدة» مثلها مثل الحوثيين يفرضون أو يفترضون معارك وحروباً مع الآخرين على أرض اليمن، ثم يريدون الآخرين أن يفسحوا لهم البلاد كلها لتكون مسرحاً لحروبهم.
واليمن اليوم في حاجة ماسة لإعادة بناء دولته على أسس ديمقراطية جديدة من خلال دولة مدنية ترتكز على أسس دستورية وقانونية، وأسلوب الحل العسكري وحده في التعامل مع أزمة الحوثيين لن يجدي في استئصالها، حيث لم تنجح الحكومة في إنهاء تمردهم على مدار خمس جولات سابقة من المواجهة.
أما ما يتعلق بتنظيم القاعدة، فإن المشكلة الحقيقية أن هناك من يقفون من داخل البلد مع هذا التنظيم، إما بدافع الرغبة الحاقدة على اليمن والسعي إلى تدميره، أو بالوقوف إلى جانب كل من يقف بوجه السلطة فيه، لذلك فلا بد على الشعب اليمني أن لا يترك بلاده تغرق ويظل عاجزاً عن تحقيق أي تقدم ملموس يعود بالخير عليه.
البيان الإماراتية
رأي البيان
اليمن أزمات بلا حلول 1285