;
هشام عميران
هشام عميران

في ظل مرحلة التيه السياسي..أين المخرج؟! 1374

2014-05-26 13:54:21


لو تأملنا المرحلة التي تعيشها بلدنا منذ عقود طويلة, لوجدناها تتشابه إلى حد كبير مع مرحلة التيه التي مر بها بنو إسرائيل عندما رفضوا دخول الأرض المقدسة.

فبعد أن نجى الله عز وجل موسى – عليه السلام – وقومه، وأغرق فرعون وملأه، سار موسى – عليه السلام – ببني إسرائيل متوجها نحو الأرض المقدسة، وطلب منهم أن يدخلوها معه، فلما علموا أن فيها قوم أشداء خافوا من مواجهتهم، ورفضوا الدخول وقالوا لموسى :عليه السلام:" إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ  ."

فكان العقاب الإلهي بأن يتيهوا في الأرض أربعين سنة," فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ".

والجدير بالذكر أن بني إسرائيل ظلوا خلال هذه المدة يبحثون عن مخرج من التيه، وكلما توهموا مخرجا اندفعوا إليه، وبذلوا فيه جهدهم، ليفاجأوا بعد ذلك أنه سراب..

 

وكذلك نحن؛ فمنذ عقود طويلة والمخلصون من أبناء اليمن يبحثون عن مخرج لليمن مستقر معيشياً وأمنياً وسياسياً. يُنقذها من تيهها, إلا أن هذا البحث – مع ما فيه من جهد وإخلاص- تنقصه حلقة مهمة لكي تكتمل السلسلة وتظهر النتيجة المرجوة، وتنفرج الصخرة انفراجًا يتيح للبلد الخروج من مأزقها الراهن.!!

 إنها التفاني والإخلاص في حب الوطن, وتيههم السياسي الذي لا يجدي نفعاً بل يجعل الحلول أكثر تعقيداً.

فالرئيس كحجرة صماء لا يحرك ساكناًز البلاد على وشك السقوط ’’وهادي’ لم يفق بعد لا. أدري هل نذر لصالح عهدا بأنه على نهجه سائرا؟ أم قطع على نفسه عهدا ألا يحدث أمرا وأن يقف متفرجا.. فحذاري يا هادي أن تخيب أمال الشعب فحينها ستخرجك مذموما مدحورا.

وحكومة الأزمة والألف أزمة, قيد الاحتضار بل على وشك الدخول في موت سياسي يجعلها في جحيم الشعب الذي لم يلمس منها سوى الاتجاه نحو الأسوأ والوضع المزري.

والمواطن لاحول له ولا قوة إلا بالله يكابد الأمرين أوجاعه تزيد ولم يعد يؤمل خيراً بعد كل المعاناة التي تلازمه منذ عقود هو صابر ينتظر الفرج من الله لا غير.

والساسة والأحزاب للأسف ’الكل يصم أذاننا, الحوار, والحلول, رغم أنه لا يرتضي الحلول إلا ما يتفق مع هواه الذي أضله فأصبح أعمى البصيرة ولا يؤمن بالحوار كمخرج بل اتخذه كذريعة للهروب من الحجة, محاولة للفت الأنظار. إنه هو الذي يريد الخير للوطن, ونحو هذا مع أنه العقبة الكؤود والعدو اللدود, ووراء كل المصائب والبلاوي والكوارث التي تحدث بين حين وأخر ويشهد الله على حبه لوطنه ولشعبه وهو ألد الخصام!

وطرف أخر يرى انه درة الزمان وقرة المكان وأنه الجدير لأن يمسك زمام الأمور في البلد وأنه أهلا لأن يحظى بالحكم وإدارة شؤون الدولة, وهكذا كل طرف يصر على قداسته وأهليته وجدارته.

 ووراء مصالحه يلهث, تناحرات, سياسية, ومساعٍ سياسية, وصراع على النفوذ والاستقواء, دون مراعاة مصالح الشعب والمجتمع, متناسين حب الخير والوحدة والألفة والتصالح والتسامح وكل القيم والمعاني الإسلامية والإيمانية والكل يتجه نحو السياسة التي تخلو من الضوابط الشرعية والقيم الإنسانية.. فدور العبادة, تهدم, ومراكز التحفيظ, تنسف, ومحاضن التربية تغلق, لماذا؟.. والنفس البشرية روحها تزهق ودم المسلم يسفك,.!. ففي بلادنا سياستنا تقتلنا بينما الغرب سياستهم تعلو بهم علواً كبيراً, فأين تكمن المشكلة.؟! وما الحل في هذه الإشكالية؟!.

 إن مشكلتنا إيمانية، وحلها غاية في السهولة وهو حُسن الإقبال على القرآن وتغيير طريقتنا في التعامل معه.. والقرآن بين أيدينا، جاهز لتغييرنا، وإمدادنا بإيمان متدفق ليس له حدود، ومن ثم القضاء على الوهن والضعف الذي أصابنا وجعلنا معرة الدول. فبالرجوع إلى القرآن باعتباره دستورنا ومنهاج حياتنا هو المخرج والحل لكل مشاكل الكون وبدونه, نصبح كالأنعام بل أضل. عزيزي أنه: "سيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا وبين القرآن، طالما نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبدية لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية اليومية التي تواجهنا.. بينما الآيات نزلت لتواجه نفوسًا ووقائع وأحداثا حية، ذات كينونة واقعية حية".

إن حالنا ينطبق مع حال من يحتاج احتياجًا ماسًا إلى الماء ليروي ظمأه، فيبحث عنه لاهثًا في كل مكان على الرغم من كونه موجودًا بين أمتعته وفي متناول يده، لكنه لا يصدق ذلك.

فالذي يأكل بيده اليسرى ثلاثين عاما يصبح من الصعب عليه أن يعتاد الأكل بيده اليمنى إلا بعد عظيم جهد...

نعم إذا ذكَّرته بأهمية استعمال يده اليمنى في الطعام والشراب، فمن المتوقع أن يستجيب لك ويأكل أمامك بيده اليمنى، لكنه بعد ذلك يجد نفسه تلقائيًا يعود للأكل بيده اليسرى.. وكذلك الذي اعتاد على القتل والدمار والخارب والفساد والسلب والنهب طيلة الثلاثة والثلاثين عاما,, من الصعب عليه البعد والكف عن ذلك بأريحية وسهولة بل يحتاج جهداً وصبراً وثباتاً والوقوف بوجه وردعه وزجره والسير بطريق غير الطريق الذي سلكها أي طريقة مغايرة له حتى تكون إيجابية وذات صدى تجلب الخير والصلاح للبلاد ولا يمكن ذلك إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به وكيفية تعامله مع المتغيرات المنحطة, فالميل إلى سياسة التعصب واقتحام السياسة بلا وعي ونضج سياسي نابع من الشريعة الإسلامية, تدمر الأوطان وتهدم المجتمعات ولربما يتسبب ذلك في طمس هوية أمة بأسرها..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد