يبدو أن تلك المشاهد وتلك السيناريوهات التي تم إعدادها وإخراجها ودبلجتها بلغة لاسيما يفهما المتنفذون والمسيطرون والجبناء والمتخاذلون ومن تحالف وتآمر واقتفى أثرهم وأعتاد نهجهم وثقافتهم التي تؤول إلى الاستبداد والجثوم على صدور الشعوب المقهورة والمغلوبة التي حاولت هذه الشعوب أن تتحرر من ذل العبودية ومن قيود المستبدين والديكتاتورين والعسكرين الذين لا يعرفون ولا يدركون ولا يفقهون إلا لغة البقاء على الكراسي وعلى العروش المنظورة والمسلوبة والمسروقة وكيف يقفون ويصدون تلك العواصف القومية والتحررية التي باتت على وشك أن تهز عروش الطغاة وكراسي الجبابرة وزنازين المستبدين وحصون العملاء والمرتزقة والمتغطرسين.. فكانت مثل تلك الأقنعة وتلك الوجوه وتلك الأنظمة التي أصبحت وكيلة ومدافعة وممولة لعلها تحفظ وتحمي وتدافع على تلك الجمرات الخبيثة التي تنخر في جسد الأمة العربية والإسلامية..
فمن خلال تلك الإرهاصات وتلك الادعاءات وتلك الابتلاءات التي تحاك وتتوالى على جماعة الإخوان وبتحريض ودعم إقليمي ودولي يهدف إلى محاولة إسكات صوت الواقع والوقيعة وكبح معالم النضال والتوسط والحقيقة وهذا ما سيجعل من تلك التداعيات والافتراءات العودة على المؤلف والمخرج والممول والناشر أن يكتوي بلهيب نارها..
فاليوم وعلى هامش تلك المؤامرات وتلك الخيانات وتلك الإخفاقات وتلك التضحيات التي تقدمها هذه الكوكبة وخصوصاً عندما يتم التنكيل والتشوية والإبادة والاعتقالات ومصادرة كل حقوقها ومستحقاتها وإلصاق كل السلبيات والمخالفات والاختلالات بأفراد هذه الجماعة.. وهذا هو الدليل القاطع على مصداقية ونقاء مشروعها وسمو أهدافها..
ولأنها أصبحت هي المستهدف وهي المغايرة وهي المغالطة وهي المناهضة وهي من تتحمل مسؤولية الأمة, لاسيما عندما أدرك عملاء بني صهيون ومن يقف معهم أن هذه الجماعة هي الجماعة الوحيدة المؤطرة والمنظمة والمرتبة والمعتدلة والمسالمة والمتوسطة والسياسية والمجتمعية وهي العنوان وهي الدرع الواقي والحامي والسلاح الوحيد الذي سيقف أمام القوى المناهضة والمنافسة والمعادية للقومية العربية والإسلامية.. فمن هذا المنطلق ينبغي على كل المنتسبين والمناصرين والمؤيدين والداعمين والمتحالفين مع هذه الجماعة أن يدركوا أنهم هم الأقوياء وهم المعنيين وهم القادة والمصلحين لهذه الأمة.. فلا تغرنكم شائعات المرجفين ولا تؤثر على عزيمتكم أراجيف وأباطيل المتخاذلين.. فأثبتوا وأجمعو كلمتكم.. ووحدوا صفوفكم ومقاماتكم.. وأنشروا موائدكم وحلقاتكم.. واجهروا بالقول والحجج لأنكم الناجحون والمنصورون.. ولأنكم المفتونون والقادة والفاتحون.. فبصبركم وبثباتكم وعزمكم ووضوح فكرتكم انكشف قناع الشرق والغرب وقناع الأنظمة المحسوبة على الإسلام والذي كنتم بالأمس القريب بزعم أولئك على أنكم متحالفون ومتعاونون وتتلقون الدعم من أولئك الأعداء.. فها هي الأيام قد وصلت ودارت دورتها وانكشفت وانقطعت حبال الأكاذيب وتمزقت عناوين التظليل والتزوير وأدرك العالم منهم العملاء ومنهم المتغطرسين ومنهم الظلمة والمستبدين.. قامت الثورات فقالو عنكم لقد سرقتم الثورات.. دخلتم الانتخابات فقالو عنكم لقد سرقتم أصوات الأصوات.. نجحتم في الانتخابات فقالوا عنكم لقد سرقتم قلوب الناس.. حكمتم البلدان فقالو عنكم لقد سرقتم الثروة وأخونتم الدولة.. قاطعتم الانتخابات فقالوا عنكم لقد سرقتم المشاعر والأحاسيس..
وهكذا أصبحت جماعة الإخوان هي من تدفع ضريبة مواقفها وسلميتها وتضحياتها من أجل الكرامة ومن أجل الحرية ومن أجل القومية العربية والإسلامية.. فعلى تلك القوى التي تحاول أن تقلد وتحاول أن تنافق وتخوف نفسها بالإخوان ينبغي عليها أن تدرك وتعرف منهم الأعداء ومنهم العملاء ومنهم المحترفون والمتغطرسون والمتربصون.. وتتخلى عن تلك الأصوات وعن تلك الثقافات والتحريضات التي تؤدي إلى برآءة الإخوان.. حتى وإن قلتم أيها الإخوان إنكم لسارقون.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
أيها الإخوان..!! 965