الاستبداد والمال, يجعل الإنسانُ يأكل الإنسانَ, لو فرضنا أن الاستبداد رجل يريد أن يحتسب وينتسب, فلاشك أنه سيقول: أنا الشر, وأبي الظلم, وأمي الإساءة, وأخي الغدر, وأختي المسكنة, وعمي الضر, وخالي الذل , وابني الفقر وابنتي البطالة, وعشيرتي الجهالة, ووطني الخراب, أما ديني وشرفي فالمال المال المال".
فالقوة مال, والوقت مال, والعقل مال, والعلم مال, والدين مال, والثبات مال, والجاه مال, والجمال مال, والترتيب مال, والاقتصاد مال, والسياسة مال, والشهرة مال, والخدمة مال, والحاصل أن كل ما يُنتَفع به في الحياة هو مال!.
وكل ذلك يباعُ ويُشترى أي يستبدل بعضه ببعض وموازين المعادلة هي حاجة والعزة والوقت والتعب ومحافظة اليد والفضة والذهب والذمة وسوق المجتمعات. فانظر إلى سوق يتحكم فيه مستبد يأمر رشاد بالبيع وينهي جميل عن الشراء, ويغصب عارف ماله, ويحابي, معاذ من مال الناس.
وفي الحقيقة المال تعتوره الأحكام فمنه الحلال ومنه الحرام وهما بنيان, ولنعم الحاكم فيها الوجدان, فالحلال الطيب ما كان عوض أعيان, أو أجرة أعمال, أو بدل وقت أو مقابل ضمان.والمال الحرام هو ثمن الشرف, ثم المغصوب, ثم المسروق, ثم المأخوذ إلجاء, ثم المحتال فيه, إن النظام الطبيعي في كل الحيوانات حتى في السمك والهوام إلا أنثى العنكبوت,إن النوع الواحد منها لا يأكل بعضه بعضاً, والإنسان يأكل الإنسان.ومن غريزة سائر الحيوان, أن يلتمس الرزق من الله, أي من مورده الطبيعي, وهذا الإنسان الظالم لنفسه, حرص على اختطافه من يد أخيه, بل من فيه, بل كم أكل الإنسانُ الإنسانَ؟؟!
هشام عميران
الاستبداد والإنسانُ 1068