ربما كان إصرار الحوثيين على دخول عمران ليس عداءً للمحافظ أو للقشيبي كما يزعمون وإنما استكمالاً لما تبقى من برامجهم التي توصلهم إلى منظومة الدولة المركزية على حساب خطوط عريضة ومواعيد مرجوة من قبل بعض القوى التي كانت مواقفها مكشوفة, لاسيما عندما تتحفظ وتتهرب وتقوم بالتنسيق مع جماعة الحوثي في مشهد درامي يهدف إلى الانقضاض على مشروع التغيير في اليمن من خلال تفعيل الفوضى والمواجهات وخلط الأوراق وإحكام السيطرة وتأمين جميع القنوات التي تؤدي إلى إكمال المسرحية التي تقضي إلى تعطيل المسار التغييري العام على غرار إزاحة وطمس كل المعالم التي تتعلق بالفكر الديني والثوري في مختلف التوجهات التي توصلها إلى المشروع المأمول مروراً بإغراء وكسب العديد من الرموز القبلية والسياسية والعسكرية التي تحسب على قوى فقدت مصالحها, فكانت قبائل وأهالي المناطق المحسوبة على الأحرار والغيورين هي من وقفت أمام تلك الاعتداءات الصارخة, ناهيك عن تصدي قوات الجيش والأمن في قيادة محور عمران وهذا ما خالف توجهات تلك القوى لعدم تحقيق تلك الوعود والشجون التي يتم تحضيرها وإعداد العدة للإلتحام والمشاركة في تحقيق تلك المواعيد المرتقبة على حساب إسقاط العاصمة, لكن يبدو أن بوابة عمران ليست سهلة كما كان يتوقع ويخطط له لاسيما عندما أدركت القيادة أن السيطرة على عمران إسقاط العاصمة وهذا ما جعل من تلك الأماني أن تتجه نحو الفشل وخصوصا عندما تم تغيير المحافظ وربما هناك دراسة لنقل اللواء310 والذي كان مضمون الحجة عندهم كما يزعمون, فاليوم وبعد أن تم إخضاع الحوثي على تسليم الأسلحة الثقيلة والانسحاب من كل المواقع المستحدثة في عمران وهمدان وغيرها والعودة إلى صعدة ربما كانت مثل هذه التوجهات لاشك أنها عطلت المشروع التي كانت تخطط له جماعة الحوثي وغيرها من القوى وهذا ما جعل من تلك التصرفات التي باتت مغايرة ومعادية لمنظومة الدولة ولتوجهات الشعب والتوافق, فالقوى المناهضة هي من تباكت وحذرت من انزلاق الوضع, مستخدمة التهدئة لإبقاء تماسك تلك القوى وخصوصا بعدما أدركت أن تحفظات الدولة كان لتلافي نزيف الدم وليس من ضعف أو من تخاذل, فاليوم وعلى هامش تلك الاعتداءات التي تقوم بها جماعة الحوثي على المنشآت وعلى الإدارات والمعسكرات تحت ذريعة وهمية مفادها إسقاط عمران وتضيق الخناق على العاصمة وعلى الدولة, فمن خلال تلك المتغيرات كان ينبغي على المؤسسة العسكرية أن تنطلق من منطلق الهجوم والضرب بيد من حديد لكل من يخالف ويعتدي ويحمل السلاح في وجه الدولة بخلاف أن يكون موقف الجيش موقف المدافع والمتصدي للهجمات كما هو حاصل اليوم.
فالاعتداء على المؤسسة العسكرية والأمنية والمصالح العامة ينبغي أن تكون خطوطاً حمراء أمام كل المخربين والمناهضين والمتآمرين والمتمردين, فمثل هذه التوجهات لاشك أنها ستعيد للدولة إحكام سيطرتها ويمكِّنها من ردع المعتدين والحاقدين والمخالفين.
وكما قال الرئيس هادي إن أمن عمران من أمن صنعاء وسقوط عمران يعني سقوط صنعاء, فهل يا ترى سوف تدرك جماعة الحوثي وغيرها أن مثل تلك المغامرات والمؤامرات والمعادلات لاشك أن حلولها ونتائجها سوف تتجه عكس عقارب الساعة وخصوصا عندما يكون هنالك تضحيات وبطولات من قبل القبائل والشرفاء والأحرار والذين أصبحوا حريصين على المشروع اليمني العام كان في عمران أو في صنعاء أو في أبين أو في أي منطقة من مناطق اليمن. فالجماعات التي أشهرت سلاحها في وجه الدولة, لاشك أنها خذلت مشروعها وصدَّقت أدعيائها, فلم تستوعب ولم تدرك أن الأماني والطموحات ربما تتحقق في نهج السلم والنضال والاعتدال والكفاح وليس بالتسلط والتمرد والغلو وحمل السلاح. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
سقوط عمران رهان خاسر!! 1240