التطورات في العراق واليمن وسوريا ولبنان.. إلخ وظهور مدى الارتباط الوثيق بين ايران بلباسها المذهبي ومحاولة فرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة والذي تهدف من خلاله لتصبح صاحبة القرار والقوة المفاوضة للقوى العالمية باسمها ولقد أكد ذلك جلياً تصريح الرئيس الإيراني باستعداده للتعاون من أمريكا لمواجهة ثورة السنة ضد استبداد المالكي في نفس الوقت الذي تتحرك فيه حاملة الطائرات الأمريكية باتجاه السواحل العراقية وعليه فإن زمن ما بعد التوافق الغربي الإيراني على الملف النووي وكذلك ممارسة إيران لنشاطاتها العسكرية والسياسية والمادية الداعمة للقوى الطائفية في المنطقة وغض الغرب لهذه الممارسات تتطلب اليوم وقبل أي وقت مضى وجود شراكه إقليميه بين الدول السنية في الإقليمية والقوى السياسية الفاعلة سواء حاكمة أو معارضه إسلامية وقومية ومحلية وليبرالية وتجاوز مراحل التخندق والخلاف والى مراحل التنسيق والتعاون على أرضية المصالح المشتركة والحفاظ على كينونة المجتمع العربي من الانهيار أمام المد الإيراني وحلفائه في المنطقة واصبح على سبيل المثال تعاون السعودية وقطر وتركيا والقوى الفاعلة في الثورة العراقية التي تصل بغداد هو ضرورة ملحة لإيقاف التوغل الإيراني في العراق وجواره وكذلك الحال في سوريا واليمن ولبنان والبحرين وحتى الإمارات والسعودية ذاتها وهذه الشراكة تتطلب الاتي:
أولاً: مصالحة حقيقية بين دول المنطقة فيما بينها
ثانياً: التقارب والتعاون بين دول المنطقة والمكونات السياسية في المنطقة وعلى رأسها الإخوان المسلمين والقوى القبلية والوطنية والقومية وغيرها
ثالثاً: توجيه الدعم السياسي والمادي للقوى التي تواجه على الأرض التحالف الإيراني
رابعاً: السعي لفك أي ارتباط مع أي قوى وشخصيات تحاول بشكل أو بآخر لأي هدف كان التعاون مع القوى الموالية لتحالف إيران
خامساً: التعاون لخلق أجواء دولية رافضة لمحاولة جر التحالف الإيراني المنطقة لصراع طائفي ستستفيد من نتائجها ايران وإسرائيل والراغبون في نهب ثروات المنطقة.
سادساً: توحيد الجهود الأمنية والمعلوماتية والإعلامية لإضعاف وفضح التآمر على المنطقة
هذه بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في وجود شراكة حقيقية في المنطقة وإلا فإن استمرار الوضع كما هو الحال فإنه يهدد الدول والمجتمع والهوية الوسطية للإسلام بالزعزعة والانهيار التدريجي أمام المخطط المدروس والواضح للعيان لإسقاط المنطقة وتقسيمها ونهب ثرواتها سواء بتوافق غربي إيراني على تقاسم النفوذ أو إدخال المنطقة بحرب طائفية وصراعات محلية ستقود للانهيار الجماعي.. والله أعلم..
فؤاد الفقيه
الشراكة الإقليمية أو الانهيار الجماعي 1268