يجب أن يعلم الجميع أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء، ويجب على أصحاب الأوهام الخرافية أن يصحوا من أوهامهم وأحلامهم الخرافية برجوع الماضي وعودة النظام السابق وأزلامه، هي ثورة شعب وسار فيها رؤوس الأبطال والشهداء وارتوت الشوارع من دمائنا وليس ثورة أطفال.
أما قضية الأزمات والجرع وما يدور حالياً في البلاد, له سبب واحد فقط هو أنتم يا من تطبلون للنظام السابق ماضياً وحاضراً، لولا وجود هذا التطبيل ما كانت وجدت حكومة وفاق وانها ستكون حكومة جديدة من الساس إلى الرأس، ولكن تخاذلكم وانقسامكم كان سبباً فيما يدور ويحدث الآن، ومن العار أن تنتقدوا حكومة وهي نصف منتسبيها منكم، فلا داعي لدموع التماسيح الذي تذرفونها وانتم السبب الرئيسي لها، ومهما زاد التحريض وإثارة الشعب والضغط عليه ومحاربته والدعوة لثورة جديدة وتلميع وجه النظام السابق ومحاولة إعادته إلى ما كان عليه, فهذه أوهام وأحلام وأمنيات وبعض الأمنيات من الجنون.. فالشعب لم يعد ذاك الشعب الجاهل الذي تعودتم على خداعه بالخطابات الزائفة والحبر على الورق وسحاب الصيف الخادعة التي ظل يصدقها على مدى ثلاثين عاماً وينتظر هطول خيرها الزائف..
الشعب اليوم أصبح فاهماً جيداً ما يدور حوله ويدرك جيداً ماذا يصنع وماذا يفعل، وخذوها نصيحة من ثائر مشفق عليكم، وفروا أتعابكم وطبولكم وخزعبلاتكم التي لا تستطيع أن تقنع طفل في مهده وتوقفوا عن تلميع وجه النظام الذي زال مثل "شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار".
وليعلم الجميع أننا نمر في طريق تحقيق أهداف الثورة والحوار، ومن يعتقد منكم أن الثورة انتهت عند مغادرة الساحات والخيام فهو واهم، فالثورة كانت في الشوارع ولكنها انتقلت إلى القلوب والأجساد والدماء وصار الثوار كلهم على قلب رجل واحد من أقصى اليمن إلى أقصاها، وفي حالة فشل مؤتمر الحوار ومخرجاته وفشلت أهداف الثورة فليعم جميع الواهمين؛ أنه إذا سمعنا منادي الثورة ينادي من جديد، سنكون مثل السيل يسحب ويقتلع أي شيء يقف في طريقه.. توقفتم عن الثرثرة أو استمريتم تثرثرون فلن تستطيعون أن تصنعون شيئاً، وأنكم بمثابة "الناموسة" التي حطت على جبل، وعندما فكرت أن تطير قالت للجبل:" تماسك سوف أطير، فقال لها: ما شعرت بك وقت ما هبطتي كيف سأشعر بك اذا حاولتي أن تطيري"..
تحياتي إلى كل يمني حر ثائر لا يرتضي العبودية والذل والهوان ولن تركع جبينه إلا لخالق الكون جلّ جلاله..
عبد الوارث الراشدي
عجلة التاريخ لن تعود للوراء 1565