إن العالم العربي لم يتعود علي تبادل الحكم بالطرق السلمية ،ولا يوجد لذلك تنظير ولا تجربة ،ولهذا بعد ثورات الربيع العربي اتضح الأمر جليا ،وهذا هو سبب لما يعيشه العالم العربي من صراع يغذى داخلياً وخارجياً، ونحن في اليمن لم نخرج من هذا الذي يدور، فنلاحظ بأن ثورة اليمن والتغير ما زال في قلب المخاض الصعب، الذي لم يصل إلى نهايته المنطقية، فالعسر في السير في مخرجات الحوار أمامه الحوثيون بأسلحتهم والنظام السابق وبلاطجته والقوى القبلية التي تعمل على إرضاء الجميع أو لمن يدفع اكثر، و ما زالت التداعيات السلبية تتطلب قدراً كبيراً من الصبر والتحمل والإرادة البناءة، وأمراء الحرب من أنصار الحوثي والقاعدة منتشرون في أروقة الدولة ومؤسساتها بحاجة إلى من يلجمهم بقوة العدل والقانون ،ووجود المستأجرين المهوسين بثقافة الماضي السلبية، هؤلاء لابد من محاصرتهم بالمنطق والعقل ،المقرونين بقوة الإرادة الواعية والقانون الناجز.
إن ما يجري في يمننا يمثل ذروة مخاض لتمدد طويل من البؤس والضلالات التي لم تكن تسمح للوطن بالتنفس الطبيعي. وكل الحوارات والمحاولات قبل ثورة 11فبراير فشلت حتى وصل الناس إلى حالة الاحتقان الماثلة، ومع هذا يجب ان لا نيأس مما جرى ويجري، وبالرغم من الآلام والويلات ستخلق هذه الآلام مفردات جديدة على الأرض وهذا يذكرنا بما كانت عليه أحوال شعوب وأمم كادت أن تنسحق؛ فإذا بها تخرج من كهوف الظلام بين عشية وضحاها.
إن اليمنيين مازالوا قادرين على تفعيل التوافقية الحكيمة والإبحار بعيداً خارج منطق الأزمة والصراع المستديم لأنه ليس لليمنيين من مفر إلا استثمار ثمرة التضحيات والمتاعب، بل إننا مجبرون على السير قدماً على درب التعايش الحميد الذي يوسع ملعب المشاركة، ويودع المركزية المتجهة ويجعل أقاليم الوطن منخرطة في المنافسة الحرة الشريفة من أجل المستقبل.
إن هذا هو الدرب الوحيد المتاح لنا للخروج من نفق التنافي العدمي وثقافة المكايدات والصراخ ومنطق الاستقواء بما لا علاقة له بالقوة الحقيقة قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".. والله الموفق..
محمد سيف عبدالله
تنفيذ مخرجات الحوار تحتاج فكفكة مرنة وتتطلب الصبر والتحمل والإرادة الصلبة 1234