لعل هناك من يتمنطق بتبرير رفض عمليات المقاومة وخطف الصهاينة بالقول هل يستحق الثمن الذي يدفعه شعبنا بعد كل عمل مقاوم أو بعد كل عملية أسر جنود صهاينة أن نقوم بهذه العمليات؟ لماذا لا نجنب شعبنا هذه الأثمان الباهظة؟؟
نذكر أن عملية خطف الجندي "جلعاد شاليك" في غزة وهي من أهم العمليات التي قامت بها المقاومة.. نذكر أن العدو قد قام بعدها بعمليات عسكرية ذهب خلالها العديد من الشهداء والجرحى وخلفت عمليات العدو دماراً كبيراً فماذا جنينا منها؟ وبمنطق الرئيس عباس- الذي سلسله في جلسات عدة ومنها في مركزية حركة فتح والمجلس الثوري لحركة فتح حين قارنها بالمفاوضات والاتفاقيات وما خرج حينها منها من الأسرى وقد أطلق سرح عدد منهم- نفس القراءات الآن نقرأها ونفس الخطاب الآن يتم تداوله وهنا نتوقف لنقول.
هل كان كيان العدو قد توقف عن الاعتداءات والاجتياحات واستباحة البيوت والأراضي وبناء المغتصبات واستباحة الأقصى ومصادرة الأراضي وتهويد القدس وعمليات القتل والاغتيالات وعمليات الاعتقالات وخاصة الإدارية وما أدراك ما الاعتقالات الإدارية؟ إنه القانون الاستعماري الذي كان أصدره الاستعمار البريطاني في فلسطين والذي يقضي بأن من حق أي ضابط- نعم أي ضابط- أن يعتقل أي فلسطيني بدون أي تهمة ولمدة غير محددة مفتوحة على سنوات وقد يكرر الأمر على نفس الشخص لعدة سنوات ولعدة مرات ودون أن يقدم المعتقل لأي قضاء أو محكمة!! هذا القانون الإنساني الخارق لكل القوانين الدولية والإنسانية مازال كيان العدو الغاصب ينفذه في القرن الحادي والعشرين وهو الكيان الذي تطالبنا السلطة فيه بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة معه باعتباره طرفا قابل للاحترام؟؟ وهو الكيان العدو الذي يطالبنا فيه فريق الاتفاقات منذ عشرين عاما بإلقاء السلاح لأجله والخنوع لا رادته في القتل والاعتقال والاستباحة للأرض والعرض والدين بمقدساته.
- ثم ماذا قدم الاحتلال خلال عمر الاتفاقيات وهل توقف عن عدوانه؟ لقد قام بالاجتياحات وقام بالحروب القذرة بكل أنواع الأسلحة وقام بالقتل والتدمير وقام بالاغتيالات حتى خارج الأرض المحتلة ومازال الألاف من المعتقلين في سجونه يعانون أقسى أنواع الاعتقال في العالم وما زال الاعتقال العشوائي ديدنه ومازال يمارس الإذلال حتى للفريق الذي وقع له اتفاقياته ومازال يحاصر وبالأرقام خلال فترة الاتفاقيات التي يطالبنا فريق المفاوضات والاتفاقيات بعدم مقاومته تضاعف عدد المستوطنين في أراضي الضفة والقدس إلى أضعاف الأضعاف حتى بات في الضفة الغربية- وحسب اعترافات العدو باحصائه الأخير الصادر عن وزارة داخلية العدو- عدد المغتصبين يتجاوز الثلاثمائة بينما في القدس وحسب الاحصاءات ذاتها في ما يسمى القدس الشرقية وحدها مثل "بسغات زئيف, والنبي يعقوب, ورمات أشكول, ورامون.. وغيرها", بلغ نحو 300 ألف مستوطن واكثر أي أن عدد المغتصبين في الضفة الغربية وما يسمى القدس الشرقية بات يقارب السبعمائة الف مغتصب. بينما وفي عام 1993 عام توقيع أوسلو كان عدد المغتصبين يبلغ 243 ألف مغتصب، منهم 113 ألفا في القدس المحتلة وحدها، وهذا يعني أن عدد المغتصبين في كل الضفة الغربية بما في ذلك القدس قد تضاعف منذ توقيع اتفاقية السلام في أوسلو. وتبلغ مساحة مناطق نفوذ هذه المستوطنات 520 ألف دونم (9.3% من مساحة الضفة الغربية هذا عدا عن المغتصبات العشوائية والتي أشار احد تقارير حركة السلام إلى أنها بلغت مائة مغتصبة عشوائية غير داخلة ضمن الإحصاءات أعلاه !! فهل بقي من الاتفاقيات شيء يا سيادة المفاوضين الملتزمين حد تقديس المدنس وتدنيس المقدس والذي هو دم شعبنا وأرضه وقدسه؟؟
- ثم إن العدو هاهو قد خطف الوطن واقتلع شعبه من اقتلع وشرد من شرد وقتل من قتل ويستبيح قتلاً واعتقالاً بمن يستبيح منذ أكثر من 65 عاما, فهل يعني الأمر أن أسرنا من أسرنا منه أنه قد حفظ عهداً تقدسونه وهو يدوسه؟
- عملية أسر الجندي شاليط صحيح أن العدو قام بعدها بردات فعل إلا أنها ليست اقل مما يقوم به مما وصفنا وانتهت بعد سنوات سبع بتبادل مشرف اطلق سراح اكثر من الف منهم اكثر من أربعمائة ممن هم أحكام مؤبدات وليس مؤبداً واحداُ فيما مازال من أسرانا الأبطال منذ ما قبل أوسلو منهم يقبع في أقبية العدو الذي تقدسون التعاون معه على شعبكم وتتعسسون وتتجسسون وتعتقلون وتبطشون وتتعسفون وتطغون وتحاصرون بل وتمولون مستوطناته بإسمنت البناء على عظامنا وأرضنا وتسقون غريزته بشرب دماءنا بكؤوس ما تسمونه التزامكم وتنسيقكم..
- إن المقاومة لم تتوقف ولن تتوقف لا عن مطاردة الغاصب ولا عن الأسر وقد قالها قادة المقاومة ومنهم الحية قبل أيام وبعد هذا الجنون بالاجتياحات والاعتقالات بعد فقدان من سماهم عباس فتيان وهم غاصبون قتلة قالها القيادي في حماس خليل الحية أن المقاومة مستمرة وستستمر في بناء قدراتها وفي حفر الخنادق والأنفاق حتى تتحرر أرضنا وأقصانا ويعود اللاجئون إلى ديارهم.
ناصر أبو الهيجاء
من الخاطف ومن المخطوف؟!! 1419