فيما كانت الضفة الغربية وبالتحديد في مدينة البيرة تشيع جنازة الشهيد الطريفي الذي استشهد في رام الله وغير بعيد عن أعين حفنة شرطة التدنيس الأمني للسلطة كان المغتصبون " فتيان الرئيس عباس الذين يهمه حياتهم " يرشون المشيعين بوابل من الرصاص وأصابوا فيها من المشيعين " الذين هم ليسوا أقدس من التدنيس الأمني " وبوصف الرئيس " مقدس التنسيق الأمني .
في الوقت ذاته كان الرئيس عباس يتصل برئيسة حزب ميريتس الصهيونية زهافا غالؤون يؤكد فيها رفضه لخطف المغتصبين الثلاثة وبقوله:-" ما زلنا ملتزمين بالحث لإعادة المستوطنين المختطفين الثلاثة،... و قوله" "، ما زلنا ملتزمين بالحث لإعادة المستوطنين المختطفين الثلاثة، لكن ما أريد تأكيده أن شعبي ليس له علاقة في هذه الحادثة". وختمها بالقول : "إننا ملتزمون بالتنسيق الأمني والتعاون في إيجاد المستوطنين المختطفين".
من جهة أخرى كان النن ياهو وفي مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية و نقلتها القناة العبرية العاشرة: " إنه من الجيد أن عباس أدان عملية الخطف، ولكن يبقى الآن اختباره لوقف التحريض ضد إسرائيل"، حسب تعبيره. وجدد نتنياهو دعوته لعباس للتراجع عن المصالحة مع حماس، قائلا: " فلا يمكن أن يتحد عباس مع حماس ومؤكداً أن على عباس الآن اختبار!! ونضع خطوط حمراء أو سوداء حتى لا يختلط اللون على المصاب بعمى الألوان تحت كلمة اختبار وهو أن ينهي المصالحة مع حركة حماس. هنا سؤال يطرح نفسه وراسه في وحل السخرية, ماذا بقي من المصالحة أصلاً؟
-المصالحة تمت على حكومة توافق للتكنوقراط اختار عباس جلها وفرض بعضها , ومن أولى مهام الحكومة حسب تصريحات عباس نفسه؛ فك الحصار عن غزة وقد سبق لعباس الملتزم جدا بالاتفاقات مع العدو حد التقديس للأكثر تدنيساً في تاريخ فلسطين منذ انشأ الفلسطينيون أول مدن الحياة على كوكبنا في أريحا قبل آلاف السنين وهو التنسيق الأمني المفردة الرومانسية للتعسّسية لصالح اخس أنواع الاحتلالات في تاريخ البشرية سبق له القول انه بمجرد أن يتم التوافق والإعلان عن الحكومة سيتم أولاً رفع الحصار, فماذا جرى؟ زادت على الغريق بلّته حيث تم خلق أزمة البنزك ثم تم صرف مرتبات الموظفين المقرين منه أما الآلاف الأخرون فلم يتم صرف مرتباتهم بل ورفض استلام وتحويل المنحة القطرية لهم, فهل هؤلاء شعب أخر؟, ثم ماذا فعلت الحكومة والرئيس لرفع الحصار أصلا؟ كذلك فان من واجب الرئاسة وحكومة الوفاق توفير الخدمات وسبل الحياة وتهيئة الأجواء للانتخابات التوافقية, في حين أننا لم نرَ لهذه الحكومة أي دور وأي شكل من أشكال التحرك لوقف الهجمة البربرية التي طالت كل بيوت الشعب الفلسطيني في الضفة ووقف الاعتقالات حتى للمحررين بل ومساندة الأسرى الذين دخلوا في إضرابهم الشهر الثالث!! بل وقف تصدي شرطة عباس لفعاليات مساندة الأسرى بل اطلاق سرح المعتقلين لدى أجهزة السلطة والذين اطلقوا فعلا ولكن عند الحواجز الصهيونية لتعتقلهم قوات العدو المجتاحة للضفة , ومن مهامها أيضاً رعاية القدس والتحرك لوقف الاقتحامات للأقصى التي وصلت إلى درجة الرقص فيه وتسجيل اغني راقصة خالعة فيه أم أن القدس لا تعلو قدسيتها على التنسيق الأمني الذي كان يجب أن يتوقف فور الإعلان عن التوافق والذي نص على مرجعية اتفاق القاهرة حيث اهم مبادئ هذا الاتفاق هو التوافق على المقاومة بكل أشكالها مما يعني نبذ التنسيق مع العدو ضدها ؟ّ!.
وقد مضت أسابيع على هذه الحكومة نزف فيها دم شهداء واعتقل فيها المئات وجفت عروق مئات في الاعتقالات من الإضراب وانتهكت آلاف البيوت وصودق على بناء مئات المغتصبات وجاع ويجوع الآف ممن لم يستلموا مرتبات ويطول الحديث عن الخيبات فيما لم تقم الحكومة إلا بما اعلنه المالكي وزير الخارجية المفروض قصرا وقمعا عليها بالقول إن حماس ستدفع الثمن وسيكون قول في المصالحة اذا ثبت أن عناصرها قاموا باختطاف من سماهم الشبان وهم الثلاثة المغتصبين المختفين فماذا بقي من حكومة الوفاق بل ماذا بقي لربط الراس_ الرئاسة – بالأعناق – الشعب- لقد انفصل الراس عن العنق وترك الشعب مجردا بعد أن تم تصفية كل المقاومين ولم يبق لديهم إلا الإيمان يقاتلون به بعد أن قامت أجهزة التدنيس بمصادرة كل سلاح !!
- أما منظمة التحرير الفلسطينية فحدث وحرج نعم حرج فبعد مضي شهرين على إضراب الأسرى وبعد مضي اكثر من أسبوع على اجتياحات واعتقالات العدو بحجة المغتصبين وبعد اعتقال جل قيادات حماس والمقاومة وبعد اعتقال أعضاء المجلس التشريعي في الضفة بل ورئيس المجلس التشريعي الذي يمثل الشعب الفلسطيني كله وبعد اعتقال 54 من الأسرى المحررين في صفقة التبادل وبعد صدر أخيراً البيان الموعود غير المعهود المطالب بخجل مكبل بالقيود للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ..يا سلام لا تسلم!!!!
-إن الخيارات الآن حددها شعبنا ونراها في مشهد الشبان الذين رشقوا بالحجارة مراكز شرطة عباس وهاجموها كما هاجموا جيش الاحتلال نعم ونرى الخيار في صورة الكاريكاتير الذي رسمه الشهيد ناجي العلي قبل ثلاثين عاما تقريبا للصبية وهم يتقاسمون الحجارة ويقولون هذه لكم أي للقيادة حينها وهذه للعدو.
ولم يبقَ في العروق إلا انفجارها مقاومة والآتي سيشهد.
ناصر أبو الهيجاء
منظمة وسلطة وحكومة و يا سلام لا تسلم 1289