ربما لم تستوعب قيادة وزارة الدفاع ما حصل وما يحصل لمؤسساتها ولأفرادها ولمعسكراتها من استكانات ومن مهانات ومعاناة واعتداءات وإزهاق أرواح الجنود بالجملة وبالتجزئة على مختلف الأصعدة والاتجاهات حتى هذه اللحظة..
كما يدرك ويعلم الجميع والعالم بأسره أن وزارة الدفاع هي القلعة الصماء والحصن المنيع التي لا تستطيع أي قوة أو جماعة أن تصل إليها أو تحاول أن تتمادى أو تعتدي عليها إلا في بلادنا فقط..
قد ربما يتم التناوش والاحتكاك وربما الاعتداء على رجال الشرطة المتواجدين والمحتكين والقريبين من المجتمع ومن الأحداث وهذا أيضاً أمر مرفوض.. لكن أن يتم الاعتداء- نهاراً جهاراً- وبعلم ودراية الجهات المسؤولة أن يتم الاعتداء على معسكرات وحصار المواقع والثكنات العسكرية المرابطة في القفار والصحاري والجبال والنقاط والخطوط التي أصبحت من مهام الجيش ومسؤوليته.. ولهذا ومع الأسف الشديد باتت وأصبحت مسؤولية الجهات المعنية ممثلة بقيادة وزارة الدفاع ربما تنظر بعين واحدة فقط لكل ما يحصل من متغيرات ومن مؤامرات تحاك وتحدق بالمؤسسة الدفاعية والعسكرية للدولة.
وعلى غرار تلك التصريحات أن وزارة الدفاع تقف على مسافة واحدة مع كل الأطراف وكأنها تشاهد مواجهات بين قبيلتين أو أنها لا تعنيها تلك الخروقات وتلك التعزيرات وتلك الاعتداءات التي تطال المواقع العسكرية والمعسكرات هنا وهناك.. فهل هذا يعني يا سيادة الوزير أن المعسكرات التي يتم استهدافها والاعتداء عليها ومحاصرتها من قبل جماعات عدائية ومسلحة يعرفها القاصي والداني على أن هذه المعسكرات وتلك المواقع لا تتبع ولا تنتمي للمؤسسة العسكرية؟.. أفيدونا وأفتونا حفظكم الله؟. وهل يعني لكم ذلك أن من يناضل ويجاهد ويخلص ويتحمل مسؤوليته ويحفظ أمانته ويحفظ شرف دولته ويمثل جيشه ووطنه في نظركم يقع في نفس المسافة مع تلك القوى المعتدية والخارجة عن النظام والقانون والتي تقوم بنسف وطمس وعداء من يقف في طريقها؟.
أليس من الأحرى ومن الأفضل لكم إذا كنتم عاجزين أن تقوموا بواجباتكم أن تحفظوا ماء وجه الدولة والجيش والمؤسسة العسكرية والأمنية بتقديم استقالتكم على الأقل؟.
إن الشعب يأمل فيكم وما يزال يثق في قدرتكم أن تتحملوا مسؤوليتكم وتقوموا بواجباتكم وتقفوا مع تطلعات الشعب ومع مصلحة الوطن ومع توجهات القيادة والحكومة..
اليوم وعلى هامش تلك المتغيرات وتلك المواقف المخزية تجاه تلك الفوضى والخروقات والاعتداءات.. ربما أصبح الشعب اليوم مصاباً بالخيبة والخذلان من تقاعساكم ومذهولين ومرعوبين ومحبطين من تلك التصرفات ومن تلك التحفظات ومن تلك التنازلات تجاه تلك الجماعات التي باتت على مقربة من مركز القرار ومن منظومة الدولة المركزية داخل وعلى ضواحي العاصمة.. فهل يا ترى ستعي قيادة وزارة الدفاع تلك الأطروحات و تلك المؤامرات المنظورة والمعمول بها في ملفات تلك المتراجحات في أوساط القوى المناهضة والمغايرة والمعادية للتوجه العام للدولة؟, أم أنها ستظل مبكمة وصامتة ومراوغة ومرسومة ومتخاذلة على حساب الشحن والرصيد حتى يتم إضعاف القوى واستكانة المؤسسة العسكرية والأمنية ومن ثم يتم الوصول إلى الانهيار والحرب الأهلية وتدخل القوى الخارجية "للمفارعه"؟. أو أن الوضع يشير إلى حباكة واصطناع أعذار للوصول إلى الانقلاب على الطريقة الإسفنجية؟. فاليمن وشعب اليمن وجيش اليمن سيظل شامخاً وعتياً وحصناً منيعاً على كل من يحاول أن يتمادى أو أن يخون أو أن يساوم ويتآمر.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
ماذا تبقى لك يا وزير الدفاع؟! 1124