أحداث ووقائع تتناولها الأمم والشعوب ومهما كانت وسائل الزيف والإعلام ومغالطة من يدونون ومن ينشرون ويقيدون الحقائق بالمال لا ينساها شعب ولا مواطن وهي بمثابة عبر ودروس والحكم فيها للأجيال وهي التي تشيد بتلك المواقف أو تلوم ونحن في اليمن لنا آلام ولنا عيون نشاهد ونتعجب من أفعال ومواقف اللاعبين ممن هم الحالقين وذوي الدقون وممن يضمون ويسربلون ومن يقصرون الثياب أو يخوضون كلهم للبلاء وللشر مشاركون لا خير فيهم وباسم الدين والمدنية كارهون لبعضهم وللشهادة موزعون ومن الدين والعلمانية يتخذونها وسيلة للحكم وللوصول ، يا مسلمين اليوم الرسول محمد علي الصلاة والسلام لم يأتي ليكون ملكا أو إمبراطور بل جاء معلما وهاديا ومبلغا ينشر الفضيلة والحب والإخاء والتسامح ويستغرب الإنسان من مسلمي هذا الزمان ماذا يفعلون ويقدمون مادام الله واحد والنبي محمد صلى الله عليه وسلم الخاتم والإسلام هو الدين الواحد للمسلمين فعلى ماذا الاقتتال بين المسلمين والقرآن واحد والأصول متفق عليها في الدين فلماذا الاختلاف بين المسلمين وهل المسلمون هم فعلا مسلمون كما يقولون وما وجدنا اليوم في أكثرهم من عهد يطبقونه أو يقولونه أو يفعلونه إلا نقضا للعهود, فلا أمانة لبعضهم لأن غايتهم الدنيا وما يكسبونه ولا حاجة لهذا الشعب بما يتمناه ويطمح اليه وما هذا الشعب لهم بطائعين أو محبين ولكنهم صابرون بما هم فيه وعلى يقين بأن الباطل سوف يزول ولن يخذلنا الله أمام من ليس فيهم خير ولا صلاح ولن يكلنا لمن ليس لهم قلوبا لا يفقهون ولا عيونا يبصرون ولا آذاناً بها يسمعون وقد وصفهم الله بالأنعام بل هم غافلون وسوف نضل على أمل إن شاء الله بأن الله سوف يأتي بمن يحق الحق ويحقق العدل وما جاء به الرسول ثم الصحابة والتابعين ومن على نهجهم وما دون من حقائق الإسلام والمسلمين في حياتهم ولكل أمة وشعب سمات وخصائص ورجال يقودونه ويمثلونه ويتفردون بعطائهم ونجاحهم في كل المجالات من مجالات الحياة ولكل شعب له قيادات وزعامات ألصقت بهم اهتمامات أوطانهم وشعوبهم بما يناسبها من طموح وتطور وهناك أمم وشعوب مجدت قياداتها وزعاماتها ومنها من مجدت العقل والإبداع والاختراع وهناك من مجدت القوة والبسط والنفوذ في تاريخها ومن الشعوب قياداتها من اهتمت بملذات الحياة والجسد والقوة والبحث عن المال والسطوة السياسية ومنها حال بلدنا وشعبنا في اليمن وهناك قيادات أخرجت بلدانها وشعوبها من الظلام إلى النور ومن الجهل إلى الرقي وهي لا تملك ما نملكه نحن المسلمين في اليمن من رسالة ومنهج أضاءت لنا دروب الحياة بقيادة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ، إنها رسالة السماء الحضارة الإسلامية التي اتصفت بالإنسانية والعالمية والوحدانية المطلقة في العقيدة وصفت بالعالمية لأنها رسخت قيم الحق والعدل والخير والمحبة والمساواة بين الناس جميعاً لكل عرق ولون ولغة كانت الرسالة المحمدية حاضنة له مادام قد أعلن الوحدانية لله سبحانه وتعالى ، حضارة يستظل بها البشر جميعا على أساس من الوحدانية لله عز وجل لا إكراه في الدين قد تبين الغي من الرشد ثم التوازن والوسطية ومعناها لا ينفرد احدهما بالتأثير ويطرد الطرف المقابل وبحيث لا يأخذ احد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على الآخر توازن واعتدال يليق بما جاء به القائد والمعلم خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام فقد تعايش مع اليهود في المدينة ولم يجبرهم على الإسلام ، تحمل أذاهم جاورهم أعطاهم حق المجورة وجاء الصحابة ومن بيت المال انفق على اليهود الفقراء، علموا كيف تكون علوم الحياة وكيف تكون الدنيا مرتبطة بالآخرة ، توازن بين الحقوق والواجبات فلا غلو ولا تقصير ولا طغيان ولا خسارة والروحية البحتة أو المادية البحتة وحدها لا تصلح أن تكون سبيلا لسعادة الإنسان فلا بد من الحياة ومنها الاستعداد للآخرة وهي دار الابتلاء للإنسان يصيب فيها ويخطئ يذنب ثم يتوب فمثلا الروحية البحتة في مسلكها التخلف وتعطيل الإرادة والتفكير وطاقة العمل وقتل آدمية الإنسان وخسارة منافع الكون وفي مسلك المادية البحتة الطغيان والظلم والاستعباد والذل والتحكم بالأرواح والأموال والأعراض لذلك كان التوازن بين متطلبات الروح ومتطلبات المادة وعليه قامت منهجية الإسلام على العلم والمعرفة والعقل والبحث والتجربة والاستنباط لكي يتم بناء الدولة والمجتمع على الإخاء والمحبة والتعاون والتسامح والمساواة والعدل والتكافل والصدقة والزكاة ، إدراك لا يقوم على أساس إلا إذا قام الإنسان بواجبه وبرسالته في الحياة على أساس من الخير والتضحية التي يقدمها وحبه للآخرين والاستفادة منه وترسم له قواعد السلوك وقوانين المعاملات حتى لا يكون هناك نزعة فردية وما أكثرها في بلدنا والتي تطغى على المصلحة الاجتماعية ولابد من تبادل المنافع والمصالح بين الناس حتى تزداد الروابط فيما بينهم ويصبح الأخلاق هو السياج الحامي والمنيع لكل أهواء النفس المخلة بنظام الحياة ووضع الضوابط للسلوك الشخصي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الحكم والحرب والسلم والاقتصاد والأسرة والأمانة هي شعور الإنسان بمراقبة الله له وعدم انحرافه وإن تبدلت معه الأحوال فهناك ضمير وقيم وهناك الكرامة وحدود عقلة وحريته التي لا ترضى بالضرر للآخرين فأين هي الأحزاب والجماعات وما تدعيه في بلدنا قياداتها وزعاماتها مما جاءت به الشريعة المحمدية من فضائل ومحاسن للإنسانية كلها دين قائم على الوحدانية والتفرد للعبادة لله ثم المؤاخاة والتكافل والعدل والرحمة ، هذه هي رؤية الرسالة السماوية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لينقلها للفرد وللمجتمع وللدولة فما هي رسالة الأحزاب والجماعات اليوم للفرد والمجتمع والدولة ، للفرد القتل والتشريد والتهجير والتحقير وللمجتمع الفرقة والاختلاف والأحقاد ونشر الرعب والخوف وللدولة تحطيم القدرات والإمكانيات، فوارق ما بين نظرية الإسلام للأسرة والمجتمع والأمة وما بين نظرية الأحزاب والجماعات وما تسوقه من برامج القتل والفرقة والأحقاد والإقصاء في سبيل البسط والسيطرة على الحكم ، إن ما يجري في بلدنا انتقام ولا شك انه في نطاق الإجرام ويتم أنتسابه للسنة وللقرآن والشهادة صكوك الغفران والبسط والنفوذ والاستحواذ خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من مثالية في القيادة والحكم والتعامل وما يمثله من قيم الخير والحق والجمال ولقد كانت خطبة الوداع بمثابة برنامج للحياة وتقرير شامل لحقوق الإنسان وعلى كل من يؤمن بالرسالة التي جاء بها الرسول علية الصلاة والسلام التمسك بها قولا وفعلا وعملاً لأنها مرتبطة بالتعاليم السماوية ولقد قال في خطبته المشهورة خطبة الوداع حيث قال عليه الصلاة والسلام:- فإن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ، ما أعظمها من خطبة وما أعظمها من وصية يوصى بها المسلمون من حرمة التهاون وعظمة شأن النفس التي حرم الله قتلها بدون وجه حق ومن حرمة الدمار إلى حرمة الأعراض والأموال وحق الحياة وأكد على حق المساواة بين الناس جميعا بين الأفراد والجماعات وبين الأجناس والشعوب وبين الحكام والمحكومين وبين الولاة والرعية فلا فوارق ولا استثناءات ولا هذا عربي وهذا عجمي ولا أبيض ولا اسود وإنما التفاضل بين الناس بالتقوى, فأين هم اليوم المتصارعون على السلطة في بلدنا من قيم الدين ومبادئ الدين وأخلاق الدين والإخوة في الدين ومن ظلم الآخرين من اجل عرض دنيوي زائل وقليل.. اللهم جنب بلدنا الفتن والنزاعات والأطماع واهدينا إلى الصراط المستقيم الذي جاء به الصادق الأمين.. اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
ما بين الحق والباطل..سجال وتاريخ وأحداث ووقائع 2235