لسان حال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس " أبو زهري" أمس كان يقول : يا وحدنا وما لنا وما معنا إلا الله , توضحت اليوم حقيقة خذلان لا مثيل لها في التاريخ الاسلامي , فالمبادرة المؤامرة التي طرحتها مصر كشف الصهاينة بوقاحتهم المعهودة بتعرية العملاء من آخر ما يستر عورتهم من ورقة توت, حيث أفادت صحيفة هآرتس الصهيونية بأن وفداً من نظام مصر الانقلابي مكوَّن من الخارجية والمخابرات زارهم وصاغوها طبعاً!! وما يثير الغثيان أنهم تشاوروا مع محمود عباس ميرزا وقد تعهدت لهم عصبة الانقلاب المصري بعدم عرضها على حماس وأنها ( أي حماس ) ليس أمامها إلا الموافقة عليها هي وفصائل المقاومة ونصَّت على وقف العمليات بين الطرفين في مساوات بين الاحتلال الغاشم والعدوان مع الضحية الشعب النازف المُحاصَر والمقاوِم !! والبند الثاني أن يصار الى التفاوض بدعوة قادة الفصائل الفلسطينية ثم تبدأ إجراءات ما أسموه بناء الثقة, ولا ندري كيف تكون الثقة في الغاصب المجرم ؟؟ مر يوم أمس وما قبله من تسعة أيام من العدوان بمجازر إبادة ومحرقة هولوكوست بكل ما تعنيه الكلمة, فالأطفال هم الهدف لأكبر ترسانة أسلحة وأحدثها في العالم , اللحوم الطرية تطاردها الـ" إف 16" والأحدث بصواريخها في البيوت وفي مراكز المعاقين وفي الشوارع على الدراجات وفي الساحات وقد لا يكون أخيراً في استراحات اللعب كما حصل مع أطفال بكر الأربعة, وبذكر الأربعة فإن أصغر شهيدة في معركة "العصف المأكول" هي طفلة عمرها أربعة أيام.. وعوداً على كأس الدم الذي يظهر اليوم أن سُقاته للصهاينة هم والله المستعان كُثر: من أشقاء وعالم يسمي نفسه عالماً حُرا وقد قالها أبو زهري إن أميركا شريكة قاتل الأطفال , وعوداً على مبادرة رفع راية الاستسلام فإنها في محصلتها تبغي تجريد المقاومة من سلاحها إذ ذهبت سلطة عباس بطلب ما سمته حماية دولية ولم تحدد الحامي الذي يُراد له أن يكون عربياً مصرياً وللناتو يتم خلالها تصفية سلاح المقاومة والمقاومين وتصبح غزة نسخة من الضفة مفتوحة لكل تغوُّل العدو الصهيوني , أما الحصار فقد شهدنا اليوم في هذا العدوان تشديداً لم يسبق له أن حصل حتى في المعارك السابقة, فعام 2012 كانت الوفود تتوالى والمساعدات والحملات وعلى كل المستويات, أما اليوم فلم نرَ شيئا من الأمة إطلاقاً, حتى الكلام اصبح خادماً مُتبنياً لخطاب العدو أو غطاءً له لتحقيق أهدافه, فالجامعة العربية انتظرت تسعة أيام على حرب إبادة الاطفال والحجر والبشر لتخرج بقرار داعم لبمادرة الانقلاب المصري المُصاغة من الـ"كابينت" الصهيوني الأمني المصر وبدلاً من أن تجبر النظام المصري على فتح المعبر للجرحى والمساعدات والحملات الانسانية ودعم صمود الضحية ها هي تدعم خطط العدو للأسف!! فأين منا أيام الرئيس مرسي ولا داعي للمقارنة فيا لوحدها غزة تذبح في الليلة الظلماء التي نفتقدك فيه يا بدر يا مرسي! وبمناسبة الحديث عن البدر ففي السابع عشر من رمضان – تاريخ معركة بدر ... يومها دعا عليه الصلاة والسلام ربه قائلا:" اللهم إن لم تنصر هذه الفئه فلن تقوم للإسلام قائمة بعد اليوم, فجاء النصر من عند الله ..وندعوك الَّلهُم اليوم أن تنصر الثُّلة القليلة المحاصرة الباقية وإلا فلن تقوم للمقاومة قائمة ــ لا سمح الله ــ وكلنا ثقة في نصر الله إذ تكالبت القوى المحلية والعربية والدولية الكبرى كلها على مقاومة الفئة المرابطة, لكن الله أكبر وصدق وعده إذ نصر عبده المُدافع عن دينه, اللهم شهدنا ونشهد فاكتب لنا الشهادة مع المرابطين أخيار الأمة.
ناصر أبو الهيجاء
كأس الدم...! 1336