في أتون الحرب الإجرامية الظالمة التي يشنها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.. أتحفنا النظام الإسراء مصري بتقديم مبادرة الحقد الدفين لهذا النظام الأكثر يهودية من اليهود أنفسهم.
وبصفاقة مغرفة جاءت هذه المبادرة الاستباقية قطعا لدابر المحاولات الإقليمية والدولية الشريفة من قطر وتركيا لوقف هذا العدوان الغاشم على غزة واستباقا لأي جهد عربي أو دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني الذي يتلذذ بسفحه زعيم الانقلاب الغاشم في مصر.
كنا فيما مضى ننعى مبادرات العجز العربي ولم يطل بنا العهد حتى سمعنا مبادرات الاستسلام.. يا للهول!!
إن صياغة المبادرة جاءت بوقاحة غير مسبوقة في تاريخ مصر الكنانة ولا مثيل لها حتى في ظل الأنظمة الشمولية السابقة التي حكمت مصر.
لقد تحول نظام الانقلاب في مصر إلى خصم عنيد للفلسطينيين بأكثر من خصومهم التقليديين اليهود بمبادرة (دس) فيها السم في العسل بوضوح تام دون خجل, فكانت تهدف في المقام الأول إلى نزع سلاح المقاومة كمقدمة لإهدار كرامة الشعب الفلسطيني وبالتالي استسلامه للإملاءات الإسرائيلية ولكل أعداء الأمة.. وما تهديد (النتن ياهو) لحماس بدفع ثمن باهظ لعدم قبولها المبادرة (الفضيحة) إلا دليلا صارخا على خدمتها لإسرائيل لتحقيق حلمها باستسلام المقاومة الفلسطينية وذلك بعدها وزبانيتها المستعربين.
هل يعقل أن مصر الكنانة.. مصر العروبة والتاريخ.. مصر الإسلام.. يحكمها اليوم مثل هؤلاء الأقزام الحاقدون على العمالقة ؟! هزلت ورب الكعبة.
إن هذا الموقف الحاقد على كل ما هو إسلامي إنما يكشف سوءة هذا النظام الفاشي ويعريه حتى من ورقة التوت تجاه أهم واكبر قضية عربية إسلامية فيقزم نفسه ليصل إلى حجم الذبابة.. ولكن الأخطر انه يسعى لتقزيم أكبر دولة عربية ليحشرها في زاوية ضيقة بعيدا عن ثقلها في المشهد العربي والدولي.
إن الشعب المصري شعب أبي وعظيم ولن ينجر وراء هؤلاء الأقزام بل سيقف إلى جانب قضايا الأمة الكبرى كما عهد ناه وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية وما يعانيه المواطن الغزاوي في ظل هذه الحرب الظالمة والحصار القاسي.. وسيخسر المتآمرون الأقزام في نهاية المطاف مهما حاولوا السطو على مواقف الأمة وإهدار كرامتها في لحظة فارغة من التاريخ.
نعم لقد ضاقت الأرض بما رحبت على الفلسطينيين في غزة بسبب الحصار الظالم وهذه المبادرة الحاقدة و كأن التاريخ يعيد نفسه فيذكرنا بما حصل للصحابة رضوان الله عليهم في معركة الأحزاب.. وانتصر المؤمنون في نهاية المطاف لأن الله وعدهم النصر (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وسينتصر الحق الفلسطيني على الباطل (الإسراء مصري) بإذن الله تعالى وسيفرج الله هم الفلسطينيين.. وإن غدا لناظره قريب.
أمل:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج
منصور بلعيدي
مبادرة الحقد الدفين!! 1410