يكون ان المنهزم نفسياً ومعنوياً وعسكرياً- إلا من "الدمة" الذي يحفر في ارض الإنسانية قبرها- يكون أن يتداعى الأخوة والقريبون والقوى الدولية الكبرى لأجل أن يمنحوه مكسباً فشل في تحقيقه بعد كل شر سته وقوت ناره البرية والبحرية والجوية , فبعد ان ظهر يقينا ان العدو الصهيوني لم يستطع أن يحقق أي من أهدافه العسكرية رغم كل الوحشية ومئات الأطنان من المتفجرات الملقاة على اكثر المدن العالمية كثافة بالسكان وأحالها إلى اكثر المدن كثافة في نزف الدم لأطفال في الولادة والرضاعة والطفولة وللنساء والفتيان والمسنين . يكون ان لقن العدو بالهزيمة أمام اللحم "الغظ" ولكن الممزوج بالعناد والجبروت وقبله بسالة المؤمن بالله وبحقه بحياة يشمخ فيها بكرامته , يكون ان تتهافت كما ورد أخوة الجلدة لا الدم على ما يبدو ويبدو أيضا أن ورما من هذه الجلدة يتحرك , ويتحالف مع كل فيروسات اللا إنسانية من أشقاء جيران وقوى محسوبة على البشرية بانها قوى عظيمة لأجل منح القاتل ما لم يحققه بجرح الضحية بل بانهزامه أمام جبروت الصمود النازف للضحية .
على ما يبدو انه لا يريدون لنا ولو نصرا معمدا بالدماء والركام الممزوج باللحم الطري حتى , والا فماذا نفسر :-
أولا:- تصريح وزير الخارجية المصري بعد فشل ورقتهم المشتركة مع الصهاينة بان قطر وتركيا هما اللذان يمنعان حماس من القبول بالمبادرة في تأمر منها على مصر ودورها
ثانيا:- تصريح وزير خارجية العدو ليبرمان في نفس اليوم أي امس بان الحلف القطري التركي هو الذي يرفض ان تقوم حماس بالموافقة على التهدئة في اطار صراعهما مع مصر
ثالثا:- تصريح أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم ليلة أول امس في تلفزيون فلسطين في رام الله بان قطر وتركيا هما اللذان يمنعان حماس من الموافقة على التهدئة , والمضحك قوله إن حماس إنما متفقة مع إسرائيل والمحافظين في أميركا لأجل إقامة كيان لها في غزة والعريش ولخدمة مصالح إسرائيل!!
طبعا لا داعي للتعليق على التسفيه للعقول اذا يحاول أمين عام رئاسة فلسطين إقناع الشارع الفلسطيني والمقاوم خاصة في غزة ولكن الملفت هنا ولا أظنكم فاتتكم تطابق التصريحات الثلاث ويبدو انهم من مدرسة واحدة لا بل ومن فصل واحد ومقعد دراسي خائب واحد يرددون نشيد الغربان خارج سرب الصقور .
وما زالت سرب الصقور يحلق بالحاق العدو المزيد من الجراح المثخن التي مرغت انف الصهاينة المتعجرفون ولكن أمام من؟ فغزة ومقاومتها ليست بوداعة المفاوضين وهيهات من ذلك. وبعد انهيارات العدو منذ بدء العدوان البري وعدم استطاعته تحقيق أي تقدم بل وتكبده خسائر مهما تكتم عنها فقد انفضح منها ما اعلنه من مواجهات فاجأته جرحى منهم فإننا نشهد محاولات من كل الجبهات السياسية للضغط على المقاومة وللتشديد عليها بل ومحاولة عزلها وفصلها شعبيا وعربيا ودوليا من خلال حملة تشويهات غير معهودة إعلامياً وسياسيا متزامنة مع تحركات أولاً من محمود عباس وفريقه فها هو يكيل الاتهامات لحماس والمقاومة ويزيد بالتحرك إلى تركيا وقطر ربما بعدها لغرض الضغط من خلالها على حماس والمقاومة وكذلك تواصله مع الاتحاد الأوروبي للضغط على تركيا لتقوم بدورها بالضغط على حماس كذلك اتصالات كيري والإدارة الأميركية بتركيا وقطر وغير ذلك من التحركات كلها تهدف لتحقيق مالم يحققه الكيان بكل كثافة إجرامه وإرهابه والله المستعان لكننا نقول ما قاله القسامي أبو عبيدة إننا نثق أنها المعركة قبل الأخيرة وأنه النصر الذي يسبق معركة التحرير الشاملة "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".
ناصر أبو الهيجاء
خارج سرب الصقور 1239