لسنا أحياء منذ أن داسوا الأرض.. لم ينقصنا إلا شهادة الوفاة والطريقة.. نحزن؟؟ وهل كنا أصلا فرحين؟؟ نموت؟ وهل كنا أصلا أحياء؟ نعاني الوحدة وهل كان معنا أحد إلا الله أصلا؟ ولكن وهنا نبدأ قد كنا نموت موتاً يوجعنا وحدنا وإن بكى الآخرون بكاء عابرا, أما اليوم فإننا نسقيهم من كأس طالما تغلغل في جراحاتنا بشظاياه, نسقيهم بأسا ونثخن بهم جراحا, وهذا الفرق في التاريخ, أما المتباكون فإننا نبكيهم اليوم, لا نبكي أنفسنا, نبكي ذلهم إن لم يتبعونا فقد عادوا إلى ما قبل الصفر الذي كنا فيه, هم الآن ينتكبون, ونحن الآن نكتب بدمنا نكبة عدونا وعدوهم وإن لم يفهموها, أما الموت فقد كان وتساوى وإن اختلفت الطرق وهيهات بين نقطتي موت في تاريخنا, بين نقطتي شهادة, كلاهما نحمد الله أنه اختارنا شعبا بها, بالرباط, بالعزيمة, بالصبر, بالجهاد, بالنصر لنا ولامتنا ولدينا ولرسولنا ولله سبحانه وتعالى أن تعلو كلمته في أرض الأقصى, قبلة أولى ومسرى, ومسرى الشهداء إلى جنان نسأل الله أن يكتبها لنا بعزة بعد أن تجمعت الأحزاب علينا وتفرنقعت الأخوة علينا, وانفض اليوم الحابل من النابل بين شهادة لله وبين موت بفتنة أو ذلة.. فيا أهل غزة والأقصى, يا أهل فلسطين الرباط, يا نحن.......
إلى الكرامة خذونا
فكل ما حولكم
إما نتن
أو مترف خئون
"ليس من مات فاستراح بميت
إنما الميت ميت الأحياء "
وكل ما سواكم ذلة
فأنجدونا
***
غزة الآن تكتبنا بالدماء
غزة الآن دم يبرق العين بملح الخذلان
غزة والصليب انعقف
غزة وكل ما سواها قرف ..
قرفٌ قرف
وغزة اليوم هل تنفعها الدماء الباردة.. عزاء.. غزة اليوم تعزينا, هب الطفلة نورا ابنة الخمس سنوات, بعد انفجار لعدو منهزم في الميدان, متوغل على البنيات والإنسان, قصف بيتها, كانت في تقلب بين غيبوبة وصحة تستصرخ بانيها أبيها فلا مجيب أمها فلا مجيب خواتها وأخوتها فلا مجيب واليوم صحت على يتم إذ فقدت أفراد عائلتها الثمانية, لعلهم اثنين وعشرين بعدد الأمة أو لعلهم اكبر من أمم متحدة على يتمها!!
وحكمة غزة اليوم تقول:- والآن احذرو المبادرات.. بعد كل هزيمة للعدو يرتكب مجزرة للخروج باتفاق وليست مجزرة قانا ولا غيرها بعيدة..
150 قاتلا صهيونيا الآن في مستشفى بئر سبع العسكر و52 في مستشفى آخر القاتل الأكبر اللواء سفاح قوات نخبة القتلة مصاب بجروح كبيرة
ما خفي أعظم فكانت المجزرة أبوس الأرض تحت نعالكم.. وبعد ليتني رمادكم.. نحزن وننتصر.. حزننا قوة.. وعزاؤنا أن نذيق العدو والمتخاذلين كأس الذل.. ولا نامت أعين الجبناء صحوة بدماء خير من هزيمة أمام أعداء الله شذاذ الأرض.. عليهم لعنة السماء.
ناصر أبو الهيجاء
نحن بين نقطتي شهادة 1348