(بوغي) يعلون- وزير الدفاع في الحكومة الصهيونية وعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الكابينت، وعضو كنيست من كتلة "ليكود- بيتنا". شغل في السابق منصب نائب رئيس الحكومة، ووزيرا للشؤون الاستراتيجية، وكذلك رئيس هيئة الأركان العامة الـ17 لجيش العدو الصهيوني, وكان رئيس مركز الثقافة والهوية اليهودية في بيت مورشا في القدس.. يمكن فهم طريقة تفكيره من خلال كتابه "طريق طويلة قصيرة" الذي صدر في أيلول/ سبتمبر 2008.. وفيما يلي لمحة إلى ما ورد في كتابه: حسب يعلون، خطة الانفصال في عام 2005 هي التي أدت إلى صعود منظمة حماس في قطاع غزة بعد بضعة أشهر من تنفيذها، وبهذا النحو يبرر يعلون معارضته خطة الانفصال.. يشدد يعلون في كتابه على أنه قد تربى على قيم اليسار، وقال إن "حياة البشر هي فوق اعتبار الأرض". أي أنه يفضل السلام على أرض إسرائيل كاملة. ولكن، بما أن كل انسحاب يولد موجة من الإرهاب في الوقت الراهن، فإنه يتعين على دولة إسرائيل ألا تقوم بأي انسحابات أخرى..
الطريق التي تؤدي إلى السلام في الوقت الراهن تسمى في كتابه "الطريق القصيرة". ويقترح يعلون في كتابه أن "الطريق الطويلة" التي تتجنب في هذه المرحلة أي انسحاب إضافي، بأنها هي الطريقة التي ستبين للعرب مدى قوة دولة إسرائيل، وهذا ما اكد عليه احد الضباط السابقين في جيش العدو الصهيوني حيث كتب في احدى الصحف الألمانية أن يعلون كان يوجههم بل يأمرهم باستخدام أكبر قدر من القوة دون تمييز بين الناشطين أو الأعمار بل وكان يسمي فكرته ب " لذع أو كي الذاكرة " ولخصها لهم بان يقوموا بضرب عشوائي والاهم باعتقالات عشوائية ولكل الأعمار والتركيز على الأطفال والفتيان دون تهم بل بخلق تهم واهية ودون وبلاغات وهمية والضغط عليهم بكافة الأساليب المذلة والعنيفة لغرض " لذع أو كي " ذاكرتهم بحيث تحفر في الذاكرة هذه التجربة في الإذلال لتنعكس بالضد على الهوية الفلسطينية لتصبح بلاءه وبالتالي تطغى عليه كره الهوية الفلسطينية بوشم في هذه الذاكرة.
الواضح اليوم أن هذه النظرية آتت أكلها معكوسة فالاضطهاد ولد جيلا عنيدا زاد قوة وذكاء وحنكة وتمرسا على فهم العدو وأساليبه وبالتالي الكمن له.. وهنا نقرأ تجربة الجيل الصاعد المرابط في القدس في الأقصى وفي غزة يصرخ الضد من هذه الفكرة بوشم ذاكرته وذاكرة كل الرعاع الذين جاءوا إلى أرضنا فسيلعنون جلد الأفعى الصهيوني الذي لبسوه, فالمقاومة وحماس استطاعت أن تزلزل الكيان وللأسف حلفاءه العرب الذين كنا نظن انهم لن يشكلوا غطاء له إن لم يتدخلوا وما صرخات الثكالى إلا نداء أن اتركونا لا نريد منكم شيئا ولكن اتركونا فقط وحسبنا الله ونعم الوكيل ترددت بأصدائها من كل الأفواه في غزة بما زلزل الأرض والسماء على العدو وأركان الأنظمة الخائبة الظانة سوء الظن أن لن تقوم لحماس وللمقاومة قائمة في غزة بعدوان المحرقة الصهيونية التي شاهدناها ولكن ما لم يحسبه يعلون الصهاينة ويعلونات الأنظمة العربية أن المقاومة قد أعدت لهم من قوة ورباط ما حرق ذاكرتهم وأذاب فيها رباطة الجأش ليتحولوا إلى رعاديد فأصيبوا برهاب الذاكرة ولن يستطيعوا بعد الآن إلا أن يعيدوا قراءة ما سموه أمنهم الذي صار رخوا والمستقبل القريب بعد العدوان سيشهد حتما خلع جلد الثعبان الصهيوني الذي لبسوه ويعودوا برهاب الذاكرة إلى الرحيل وسنشهد رحيلا أو هجرة معاكسة وهي بداية انهيار الكيان التي بشر بها الإمام الشيخ احمد ياسين بقوله إن بعد عام 2014 وفي عام 2015 ستشهدون بداية تفكك وانهيار الكيان الصهيوني وهي واحدة من النبوءات التي ركز عليها كل المحللين الصهاينة هذه الأيام وهي دلالة رهاب الذاكرة عندهم وقد وشمتهم بها.
ناصر أبو الهيجاء
رهاب الذاكرة.. 1341