لم نحظى بالسعادة, ولم تشرق ابتسامتنا, في أيام الفرح والسعادة! وحتى في إطلالة الضيف العزيز, والغالي على قلوب كل المسلمين, إطلالة هي الأولى لضيف المسلمين الأصغر والأول من هذا العام اليوم الذي يفرح ويبتهج فيه المسلمون ويلهجون بالتهليل والتكبير والتحميد والثناء والشكر لله وبكل فرح وسرور وبكل بهجة وغبطة .
إن عيد الفطر المبارك هذه المرة بالنسبة لي بلون أخر لون الصمت العربي المؤلم عن الجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها الكفار وأعداء الإسلام بحق أعظم الشعوب العربية الشعب الذي يرسم أعلى معان الصبر والصمود والقداسة الوطنية والذي يقاوم أكبر عدو إجرامي محتل ليس له سوى القتل والتدمير والتشريد لكن سأؤجل فرحتي فعيدي هو انتصار المقاومة التي هي في صدد صنع النصر الأكبر وحينها سيكون عيدي الذي أسعد وأفرح أرقص وأشدو وأغني, فعذراً وأسفاً عيد الفطر لم أستطع إكرامك واستقبالك بحفاوة فالوضع الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية جعلنا لا يسمح لنا بالفرح والاحتفال فلا مرحبا ..ولا أهلا.. و لا سهلا.. بك يا عيد الفطر إن لم يكن فيك عيد النصر الذي ننتظره بفارغ الصبر إنه نصر المقاومة الفلسطينية الذي يعيد البسمة على شفاه البؤساء والمضطهدين نصر يعيد الأمل إلى نفوس أطفال غزة الذين فقدو الأمهات والآباء بل كل الأهل والأقرباء فعيدي هو نصر يشفي جرحى إخواننا المجاهدون المرابطون المقاومون الصامدون؛ وعيدي هو انتصار المقاومة انتصار الدين انتصار العدالة انتصار المظلوم وعيدي هو اليوم الذي يكبد فيه العدو الخسارة الفادحة وعيدي هو اليوم الذي يهتزم فيه القاتل والمجرم والمحتل والمعتدي ويحظى بالنصر المظلوم والمدافع عن الكرامة والشرف والدين والحق فأي عيد أنت يا عيد الفطر وأي أيام عيد هذه التي تطل علينا وقلوبنا تقطر مآ وأفئدتنا مشوبة كئيبة, حزينة, وأعيننا تفيض من الدمع, بل ابيضت أعيننا من الحزن فو أسفاه, على شعب أعزل يقضي أيام عيده تحت قصف الطائرات ويقصف من البر والبحر والجو والشعوب العربية صامتة لا تحرك ساكنا! الحقيقة لم أعد أحلم بأن أمتلك الفرح أو أحظى بالسعادة المرجوة, فلم ولا ولن ولا يمكن أن أعيش أيام عيد الفطر ككل مرة, فأنا مصاب داء القهر وأشعر باختناق شديد, لأني أعيش الحياة بقلبي فلسطيني, حزن دائم وسهر طويل أقضي فيه وقتي أمام التلفاز أتابع الأخبار وأشاهد الدمار والحصار والخراب والأضرار الذي أصاب إخواننا المسلمون في فلسطين إذآ فكيف سأحظى بسعادة وكل هذا يحدث؟؟؟ لقد انتظرت قدومك وإطلالتك بفارغ الصبر, يا عيد الفطر لكن أحداث غزة والألم الذي أصاب إخواننا الغزاويون والفلسطينيون أجمع والحزن الذي خيم على قلوب المسلمين والذي يرسون أروع معان التضحية والفداء المدافعون عن الدين الحق, فنحن مسلمون وأنت عيدنا الأصغر لكن لا تنسى يا عيد الفطر اننا لسنا بفترة تستحق الفرح والمسرة فنحن نكابد مر ألامنا وأوجاعنا تزيد والصمت العربي يدمي قلوبنا والمنافقين من زعماءنا لم يعد لديهم مثقال ذرة من إسلام بل لم تعد النخوة العربية سوى القعود على كراسي الحكم والتفرج على دماء المسلمين التي تسيل بين ثانية وأخرى قتلت الطفولة ولم يعد للإنسانية وجود ولا للنخوة العربية قيمة نتيجة حكام وزعماء موالون للغرب ولا يهمهم سوى التربع على عرش الحكم وحب الرياسة أصبحت بالنسبة لهم حياة الخلد بدونها هم لا شيء! مع أن رفعتهم وقوتهم وعزتهم تكمن في الدفاع عن شرف الأمتين العربية والإسلامية والوقوف في صف الحق كالبنيان المرصوص والعمل على إعادة المجد المفقود والحق المسلوب...لكن مهما طال الزمن ودار ومهما أعاث الطغاة الفساد في الأرض فهناك جيل التمكين جيل النصر جيل العزة والتحرير جيل قائده ومعلمه الرسول الأعظم محمد الصادق الأمين صلاح الدين والفاروق على دربهما هو سائر جيل رباني قرآني سيعيد مجد أمتنا وعزة عروبتنا "ألا إن نصر الله قريب"..
هشام عميران
أحزنتنا ياعيد..!! 1101