مهما قيل في تبرير الجرعة الجديدة التي أعلنتها امس الحكومة, إلا أنها في شعور الناس- فيما أظن- انقلاب على شرعية الثورة والحكومة ولعلها "سيسي" يمني ربما يخرج الجماهير لتفويض الفوضى بالانقلاب على الحكومة.
* فالجرعة فقر مدقع يضاف إلى مثله ويفتح باب الفساد بكل أنواعه مضافاً إلى مثله.
* الجرعة إحراق للبقية الباقية من سمعة الحكومة وإحباط على إحباط يفتح مزيداً من أبواب الارتزاق ببيع القيم والأخلاق.
* الجرعة تزرع الحنين لمن قامت عليهم الثورة والكره لما قاموا بالثورة, وهي عقاب فوق ما مر ولا زال من عقوبات للشعب والثورة وهي هزيمة للحكومة بعد هزيمة ونكبة بعد نكبة, وهي نصر بعد نصر ونشوة بعد نشوة لمخربي البلاد ومعذبي العباد.
* اكبر متضرر من الجرعة- عندي- الشعب الذي سيصاب في عيشه وقوته ثم الإصلاح الذي سيصاب في سمعته رغم رفضه للجرعة ولكن سيُحمَّل زوراً وزرها بحكم التوجه العالمي والإقليمي والمحلي ضد الإخوان وسينسى كثيرون عبدربه هادي وأحزاب بلادي وكل حروب الحوثي.
* الجرعة ليست حلاً فعند الخبراء في الاقتصاد وغيره حلولاً أخرى, بل أن عوام الناس يقولون لو منع السرق من سرقة ثروات الدولة لما احتجنا لجرعة ولكن اختارت الحكومة أسهل الحلول بتحميل الشعب المعلول وكان الواجب على الحكومة بذل كل مجهود لتخفيف معاناة الناس لا تعذيبهم وعليها- على الأقل- مكاشفة الشعب بكل قراراتها قبل أن تنزلها ليتفهم الناس عذرها إنْ كان لها عذر ولتقبل حلولهم الممكنة.
أسأل الله ألاّ تقع توقعاتي وان تمر الجرعة كما مرت جرع 33 سنة وأسأله سبحانه أن يلطف باليمنيين ويعينهم وان يحفظ أخلاقهم ودينهم وان يوفقهم لإقامة حد السرقة لكي لا يحتاجوا لأي جرعة..
الشيخ / علي القاضي
الجرعة انقلاب على الشرعية 1170