العالم من حولنا يعيش على المشاركة والإبداع ونحن على واقع التقاسم والاستحواذ للسلطة كل حزب له دوره وفترته وبكوادره, يستغل هذا الوطن والشعب فترة من الزمن يعملون لصالح الحزب وليس لصالح الوطن وهكذا يكون حالنا والمصير لا ندري متى تعزنا بلادنا أو تتطور ولا متى نفرح فيها أو نستريح من مشاكلها ولا متى ترفع من فوق ظهورنا الأثقال.. ثمن يدفعه المواطن في اليمن لكي تستمر حياته التي كلها قلق وهموم ومجموعة أحمال. الساسة اختلفوا احتربوا التقوا اتفقوا تعانقوا تصافحوا امتنعوا صرحوا اختلفوا، اصبح هذا الشعب داخل دائرة والوحوش من حوله يا رب اصرفهم وخلصنا منهم ولو قسنا قوة التحمل التي تصاحبنا لوجدنا أننا الشعب الوحيد الذي يعيش على واقع الحياة التي كلها إنذار وأهوال وعدم استقرار ودائما همنا في ارتفاع الأسعار؛ البترول طلع والديزل ارتفع وهل برفع الدعم عن المشتقات سوف تجفف منابع الفساد في اليمن والعناوين فيها كلها على درجة الأخطار حروب وأزمات وعبث بالمال العام ومجاعة وتفكك وتمزق وخوف ورعب وأحقاد تحمل ليس له مثيل وفي حدود ما نعلم وما لا نعلم, لان الساسة في هذا البلد لم يجعلوا أي اعتبار لحياة الناس وهكذا العمر في اليمن يأتي ثم يمشي شريط يجري ولاحد يدري كيف العمر يمشي الكبير والصغير والمتعلم والجاهل تائهين في بحور الأهوال ضاعت أحلامنا وقلّ مع الله إيماننا والدنيا شغلتنا كلنا رغم علمنا وعلم الساسة بان الدنيا لم تدوم لغيرنا وغيرهم واقرب المقربون لنا ولهم ساكنين في المقابر ساكنين هذا هو المصير المحتوم لنا .
و يا ليت يتذكر الساسة قيادات الزمان الذي مضى أين هم وأين الفلل والدور والقصور ومن الحشم والخدم والمرافقين والمسلحين يعيشون لوحدهم في الحفر بين التراب وليس لهم من هروب أو حماية من الديدان وأجسادهم لها مرعى ولا مفر لهم مما يشاهدون من واقع الألم منتظرون قيام الساعة و يا هول القدر الحقيقة والمصير ما أثره في الساسة عندنا تقلبات الدهر والزمن فلان مات وفلان طلع وفلان نزل وفلان مشى وصدم وفلان غني وافتقر وفلان خلق بلا بصر وفلان معاق وفلان مريض حكايات نرصدها وعبر لكل من عمره طول أو قصر ماذا أصابنا في اليمن علما ومثقفين وقاده عقول وكأنها ظلة وانحرفت هذا خان وهذا غدر وهذا خداع وكذاب وهذا هزم وهذا انتصر وهذا بنا ثروته على الحرام واصبحنا كلنا بلا أخلاق وبلا ضمير أو قيم وكأننا لم نتعود على قول الحق أو نصرته أو نواجه الخطر بشجاعة, بل نبحث عن أشياء تأتي كالمطر فجأة ثم رحل أو كالمسافر سافر ثم غاب ووضعه يحتمل الوصول وهو في حكم الخطر لم تستقر النفوس ولم تكف عن أطماعها ولم توقف أضرارها.
خيارات الساسة كلها أطماع و خراب ودمار الكل يلهث وراء السراب والدخان والكل يزحفون نحو الظلام مستمرين.
و يقيننا بما عمله الأجداد مجرد حسرة وندم مكتفيين بان زماننا هو زمن أمة أخر الزمن وكل ما وهبه الله لنا من نعم لم نستخدمه الاستخدام الأمثل لان هم المسئولين والساسة الجمع والتسوير والنقش والزينة وتجهيز غرف رياضة التمرين والأكل مما لذّ وطاب بالملقة والسكين والشعب جائع وشحات ومسكين وخيرات اليمن كثير كثير كثير.
لو سلمنا من الحراميين لكننا أمام عصابات لا تبقي ولا تذر ولا ترحم ، الشعب مريض عايش على الروتي والشاهي والتخزين ساكتين صابرين محتسبين عندما تأتي الانتخابات يخرج الفاسدين بالريالات والفتاوى وبأمانة التسجيل والترشيح ونصبح أمامهم مجموعة حمير حمير حمير .. نحمل الأوزار نحلف ونزور ونشهد بان المجرم والحرامي يتبع الحزب الفلاني مسكين مسكين مسكين وللأسف نحن المسلمون على بعضنا نكون اسوداً و أبطالاً وأمام غيرنا من الأعاجم مستسلمين بذله مما يقع على المسلمين من ظلم وقهر في كل بقاع الأرض والشاهد أن فلسطين محاطة بالعرب والمسلمين من كل جانب ولعل البعد شيء فشئي عن الدين و المبادئ والقيم هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه من بؤس وحرمان واصبح في نظرنا كل شيء مباح لا فرق ما بين ما هو محلل أو محرم.
نمارس كل شيء هو مضر ومخالف ونلوم الغرب على مانحن عليه من سقوط وما هو حسين وندثر الم يحن الوقت اليوم للمراجعة ونحاسب انفسنا على ما نحن فيه من انحدار نعيش المهالك بأيدينا و من صنع أفكارنا والأهواء ونمررها برغبتنا ثم نبررها ونعتبرها من مصائب الزمن إلى متى نظل على حالنا هذا ننتظر نتائج أفعالنا ونقول بانه القدر وننسى معجزة الخالق وما منحنا من البصيرة والعقل وميزنا على بقية من خلق واننا محاسبون بما تخفيه الصدور يا أيها الساسة الجنة والنار ليست فسحه في حديقة أو بستان والدنيا ليست خلود بل أمامنا حساب وعقاب يا من تلعبون بالنار حاسبو أنفسكم قبل أن يأتي هادم اللذات وتتركوا ما في داخل القصور من نعيم ومما تركبون من السيارات وما معكم من الذهب والمجوهرات ومن ارصده الدولارات. يا من عطلتم مسيرة البلاد والشعب بتعدد مدارسكم الفكرية وبها أوقفتم الأمل والطموح بمشاريعكم المتخلفة الوفيه والقبلية والمناطقية والمذهبية كل هذه المشاريع وما لها من مجاميع لن تثني هذا الشعب وما فيه من رجال وعلى قدرة المخلصين والمحبين لهذا الوطن من مواصلة مسيرة العطا والبناء والنضال في هذا البلد الذي حرم أبناؤه من جهدهم الكثير عليهم اليوم تجاوز الصعاب و جمع الشتات وإعادة الخارجين والمجاميع إلى القانون والنظام ونسيان ما وقع علينا من الألم والتوجه إلى حب الوطن وإعلان التسامح وإزالة ما وقع على أخوتنا من تصدع مهما كانت قوة تأثير مدارس الأحزاب والجماعات ومهما كبر أخطارها وأضرارها على الشعب والوطن سوف تنكسر وتتحطم تلك الروى الضيقة والتي لا تخدم إلا أصحابها وبفكر الرجال الأقوياء من بفكرهم اليمن وليس من فكرهم المؤتمر أو فكرهم الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو البعث بل الفكر لكل اليمن والشعب كل الشعب مهما كانت قوة الوسائل والمجاميع ومهما كانت تحركات الخارج وفي الداخل الحوثي و القاعدة والحراك ومهما كانت حسبة الحساب سوف ننجو من خطط وبرامج هولا كلهم إن شاء الله لان الله لهم في المرصاد يعلم كل ذي دعوه مشارك فيها إبليس أو شيطان يا ساسة و يا علماء و يا مثقفين: ألم تكن لكم اليمن مكان الولادة والدراسة ومهبط القوامة والمكانة ورغم ذلك لم تخلصون وتقدمون الوفا للوطن ولم تردون الجميل على ما انعم به عليكم من النعم واذا أصريتم على النكران والجحود سيكون مصيركم إلى الجحيم و سوف يأتي الزمان ويذكركم بان اليمن سيكون له أبطال يصنعون له الخير ويقدمون له الإحسان وستكون لكم أيها الأشرار المهانة والنهاية.
إن لكل إنسان في هذا الشعب ذكريات تسجل مساوئ أصحاب القصور وكيف تم امتلاكها وحصولهم على النياشين ودرجات النضال ومنهم أبطال المناصب وملاحم الغزوات للأراضي نهبوا وباعوا ومرروا ومن اخذوا الهبات والعمولات ومن وقعوا بأيديهم مع التجار والمستثمرين والشركات الاتفاقيات والمزايدات والمناقصات وكسبوا من خلالها ملايين الدولارات لن ننساهم وكيف كانت مناصبهم وسيله لجمع الحرام والاستحواذ على المحرمات لا نريد التسامح أو التصالح الذي يكون على فكر الأطفال عندما يلعبون ويبعثرون ألعابهم عندما يغضبون بل نريده على فكر العظماء والأبطال الذين يهمهم مصلحة الشعوب والأوطان لسنا بحاجه إلى تقاسم حقوق ومصالح الوطن والشعب وتجيرها لصالح الأحزاب والجماعات.
إننا بحاجة إلى من يجمع اليمنيين ويجمع خيرات هذا الوطن لينعم الكل بما في بلدنا من نعم.. اللهم اجمع الشمل ووحد بين اليمنيين وألف بينهم على الحق والخير وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم آمين..
محمد أمين الكامل
التقاسم والاستحواذ على السلطة جعلت حياتنا أخطاراً 1937