بالمختصر المفيد أثبتت تجربة اكثر من ٧سنوات من حكم المجالس المحلية للمحافظات والمديريات فشلاً ذريعاً وذلك لأسباب عديدة ونذكر منها:
١-في البنية التحتية والإدارة
خلال المرحلة السابقة ومنذ تسلمهم عملهم فقد شهدت تعثراً كبيراً لمشاريع البنية التحتية وضياع كثير من الأموال بسبب فساد ومحسوبية المناقصات واصبح الطاغي على عملها هو التلاعب الواضح بالمواصفات وتعثر المشاريع التي زادت من معاناة المواطنين وفي الجانب الإداري طغت على عملهم الإقصاء والاختيار للوظيفة بعيدا عن الكفاءة والنزاهة مما اثر سلباً على أداء المرافق الخدمية والإنشائية والمزيد من المعاناة للمواطن في هذه المرافق.
٢- القضايا المجتمعية
كان الأحرى بالمجالس المحلية تمثل قضايا المجتمع ونصرته وإيجاد الحلول للمشاكل والقضايا التي تنتهك حقوقه الإنسانية والمادية ولكن ما حصل هو انهم اصبحوا وكلاء للنافذين وناهبي الأموال العامة سواء في المديريات أو المحافظات وبدلا من التعصب لنصرة المواطن ساروا في اتجاه البحث عن المخارج والثغرات لمعالجة أخطاء وإشباع رغبات النافذين لابل كانوا في كثير من قضايا الأراضي والاعتداءات غرماء وشهود في المحاكم للنافذين.
٣- الإخفاق
أما الإخفاق الذي لا يغتفر هو أن المجالس المحلية في الأزمات التي مرت بها البلد تحولوا من رقابة إلى شركاء في الفيد وتنفيذ رغبات السياسيين باختلاق أزمات البترول أثناء الثورة وبعدها والجرع قبل الثورة وبعدها وتركوا المواطن يقاسي الأزمات ويتحمل جشع المتلاعبين بالأسعار وسياسات أصحاب القرار دونما موقف حازم وجاد وملموس في صف الشعب الذي انتخبهم.
٤- الأدوار الوطنية والسياسية الغائبة
وعلى سبيل المثال في كل المشاكل والاضطرابات القبلية والسياسية والحراك والحوثية والقطاعات. واستهداف المنشآت والكهرباء والنفط وغيرها فقد ضاع دورها تماما وكأنها لا تمثل الجماهير لابل ظهرت شخصيات اجتماعيه ومجاميع قبليه ولجان شعبيه ووساطات لتحل محل المجالس المحلية التي كان الأحرى أن تقوم بهذه الأدوار بحكم سيطرتها وتمثيلها للمجتمع.
وقبل الختام كانت المجالس المحلية مثل بيت العنكبوت وسيله للسيطرة على الفريسة والغنائم وتنفيذ رغبات وأهواء أصحاب القرار ولكنها عند أدنى اختبار للمواجهة تتمزق وتتلاشى ولا ينال منها المواطن سوى الرماد يذر على وجهه ضريبة اختياره والمرحلة.
وأخيراً وللإنصاف:
كانت هناك حتما نماذج ناجحة هنا وهناك, لكنها نادرة وكان هناك نموذج متميز وهو الصندوق الاجتماعي للتنمية إدارةً ومشاريعاً و إنجازاً بكل المقاييس..
فؤاد الفقيه
المجالس المحلية..بيوت عناكب 1219