شاهدت "ولا حول ولا قوة إلا بالله" فيديو ذبح القاعدة لبعض الجنود في حضرموت وهي سنة سيئة انتقلت إلى اليمن من سوريا والعراق ويتحمل وزرها ووزر من عمل بها, أول من عملها, كما يتحمل وزرها من عمل بها وبرَّرها وأصّل لها في زعمه .. قال الإمام الزهري" لم يحمل إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- رأس".
وأنكر أبو بكر الصديق لمّا حُمل له رأس احد رموز الكفر وقال" استنان بسنة فارس والروم" كما في المُغني لابن قدامه الحنبلي فهذا هو الأصل.
إن هدي رسول الله والخلفاء بعده؛ ترك الذبح بل وتحريم المُثلة, كما صح ذلك عن رسول الله "والذبح أقبح المُثلة" فإن كان التمثيل- أي التشويه- بجثث الميت حراماً, فكيف بذبحه حيّاً, أفلا تعقلون؟!. وهو يتعارض مع الإيمان الحق؛ قال رسول الله" أعفّ الناس قتلة أهل الإيمان" رواه أبو داؤود بسند حسن؛ أي أن الإيمان يمنع من التمثيل بالميت وتعذيب الأسير.. إلخ, كما في فيض القدر وشرح أبي داؤود.
* ما جاء عن بعض السلف من ذلك في بعض حروبهم فهو اندر من النادر ويعد بالأصابع أو اقل ويكون لرموز الكفر ممن يكون ذلك الفعل ترهيباً لقومهم وتشجيعاً لنفسية المسلمين لكي لا يضعفوا أمام قوة العدو.. إلخ المقاصد التي بينها العلماء في أبواب الجهاد ولكنها ليست هي الأصل وليست من فعل الرسول وخلفائه.. أما حديث" جئتكم بالذبح" فهو وإنْ صح عند بعض العلماء لا يعني الذبح وإنما القتل؛ إذ لم يذبح رسول الله أحداً.
* فتكرار ذبح المسلمين وتصوير ذلك ونشره بين الناس, دليل قاطع على جهل بالدين, فالدين يربي في المسلم الرحمة لا البشاعة وليس من الشدة في الله الإصرار على بشاعة الذبح المنفرة عن الله ورسوله ودينه ومن الانحراف أيضاً أن يُذكر اسم الله على جريمة ذبح مسلم وان يفرح بذبحه؛ فهذه ظلمات بعضها فوق بعض وانحرافات نفسية عميقه يتلذذ أصحابها بما يتقيأ منه عقلاء العالم" مسلمهم وكافرهم".
* أرجو من الأخوة في القاعدة أن يضعوا في حسابهم نصف أو ربع 1% أن الذبح على الأقل غلط وعلى خلاف السنة وانه تشويه للإسلام, لاسيما عند ذكر اسم الله عليه وان جاز ذلك عندهم فليختاروا الإحسان في القتل ويتركوه لنصوص الإحسان الأمر به القرآن والسنة في القتل وغيره فيحسنوا القتل إنْ حلّلوه.
* وان أبوا إلا الذبح فنرجو ألاّ ينشروه فهو والله إثم عظيم وتشويه للإسلام لا يتردد فيه عاقل وان كان المقصود إرعاب من تكفرونهم فيكفي قتالهم بلا ذبح فالتفنن بالحرام زيادة في البعد عن الله وخنق منافذ الهداية إلى النفوس.
* وأُكرر دعوتي للحكومة أن تحاور القاعدة بالنحو الذي ذكرته في مقالات سابقة وملخصة عبر العلماء الثقات ومع أقوى الضمانات ولا حول ولا قوة إلا بالله على أحوال أمتنا وضياع دين ودنيا كثير من المسلمين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أو وهم يتآمرون على بعضهم ويطيعون الكفار على إخوانهم..
اللهم إني أبرأ إليك من دم كل مسلم وأبرأ إليك من القسوة والشناعة والبشاعة وكفران الأخوة الإيمانية والإنسانية.
*رئيس فرع جامعة الإيمان بتعز
الشيخ / علي القاضي
نبرأ إلى الله من ذبح المسلمين أو قتلهم 1448