ماذا يريد السياسيون والمسؤولون اليمنيون من اليمن بعد الذي عملوه؛ أحداث متواصلة في الليل والنهار لم تتوقف؛ الحليم فيها حيران وتقشعر منها الأبدان، بلدنا تضيع على أيدي الساسة المتصارعين على السلطة مأسورين بأفكارهم وأهوائهم ونفوسهم الشريرة التي تأكل ولا تشبع تهدم ولا تبني تحرق ولا تصلح تغرق ولا تنقذ تفرق ولا تجمع تسلب ولا تعطي تقتل ولا تحيي وهكذا نعيش حسبتهم الشدة بلا عطف أو رحمة هدفهم. المصلحة وحقيقة للتاريخ من أن الشعب اليمني متضرر من المسئولين والسياسيين ضرراً كبيراً خاصة بعد ما طالبنا بالحرية والتحرير في ثورتي14 و 26 لم نلاحظ أي تغيير أو فوارق ما بين حكم الأئمة والسلاطين أو حكم الثوريين ودعاة الخلافة الإسلاميين.
وأصبحت هناك فئتان في اليمن؛ فئة المسؤولين والسياسيين الذين يستحوذون على الكثير وفئة المنظفين الذين يقومون برفع المخلفات في الشوارع مقابل القليل وكأنه صراع ما بين الحق والباطل ولمن يخلص لهذا الوطن وبينهما المواطنون محتارون على ما أصابهم من فتن ودمار لبلدهم ، اليمن بلاد الذبح والقتل والتعزيز لبعضنا كيمنيين مسلمين وفي بلدنا اليمن تقع فيها مذابح لم تقم بها إسرائيل في فلسطين ولا يقوم بها مع بعضهم الشيوعيين والملحدين.
بلد تعطلت فيها حياتنا ومصالحنا وتغيرت فيها مواقف المسئولين والسياسيين ولم نجد من يناصرنا أو يأخذ بأيدينا وكأننا أمام عصابات بأيديهم قانون الحماية والمشاركة من صنع المتعلمين لثرواتنا وأعمارنا ، هدي بنا إلى الظلال فحرم الحلال واحل الحرام وحرفنا كلام الله إلى كلام مع من يحفظون الاحاديث ويحفظون القران إلا من رحم الله ، يدعون القائمين على شئوننا بأنهم أوصلونا إلى مواقع السلام وحقيقتهم كلها دجل وأوهام يسيرون ببلدنا عكس البلدان وبشعبنا خلف الشعوب وهدفهم بناء القصور وملئ الجيوب وتغيير المذاهب والأفكار في كل المصالح والوزارات فساد وعبث في القضاء والتعليم والصحة والأمن والتخطيط والتجارة والزراعة وفي مشاريع التحسين ، إن الصراع على السلطة في اليمن يلغي حسنها وجمالها وطيبة أهلها وما يحصل فيها اليوم من تفجير وقتل وتقطع واختطاف وحروب وأزمات وأحقاد يحولها إلى الخراب والدمار بدلا من التقدم والرقي والتشييد والبناء لان السياسيين والمسئولين في اليمن لا يخلصون إلا لأنفسهم ويتركون العمل والإخلاص والواجب الذي عليهم لبلدهم ومن المفروض أن يوجه جهدهم للوطن وفي مصلحة الشعب ، لكنهم مع الأسف أهدروا ثرواتنا التي تضيع ودمائنا التي تتبعثر بسوء التوجه والإدارة للمسئولين المحسوبين على الأحزاب والجماعات ومع كل رئيس تبدأ الحكايات من جديد.
وتبدأ المفاهيم المغلوطة التي نسير عليها والمخالفة لتعاليم الدين والسياسة والإدارة والتي انحرفت بالعادات والتقاليد كل تلك المفاهيم هي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه من مغالطات وما يرتكب من جرائم بحق الوطن والشعب يذبح أبنائنا كالنعاج ونستشهد على ذبحهم بالدين ويتم تدمير الوطن والممتلكات من قبل السياسيين بحجة الإقصاء والتخوين من اجل الاستيلاء على السلطة ويتم الإدارة للبلاد على نمط النهب وصنع المخالفات والعمل على عرقلة المواطنين في كل المصالح والإدارات ، رسوم وفوقها الرسامة (الرشوة) حتى أصبحت عادة وملزمة هذا ما توصلنا اليه مع المسئولين والسياسيين وحرفنا العادات والتقاليد التي كانت تجمعنا بالمحبة والتعاون والإخاء واستبدلناها بالكره والحسد والأحقاد ، قضاءنا اليوم مخالف لإجراءات التقاضي بين الخصوم وقضاتنا ضاعت على أيديهم الحقوق وبالأموال غيرت المعالم وغيرنا الشهود، وتبدلت عندنا كثير من الحقائق غيرتها المفاهيم التي تفرض على شعبنا وتبدلت حياتنا في المواقع والعناوين سخرية من بعضنا في المحافظات على مكان الولادة واللهجات ونحن في حالة تشابه في الشكل والمواصفات ورغم ذلك لا يجوز تغيير الحضور وكأنه من المستحيل ، وأن يظل الوضع على ما هو عليه من الوجوب ومن الدلالات على عدم وعي المسئولين واختيار المواطنين أن كل مسئول أو سياسي في بلدنا بحسب فهمه وهواه والاختلاف موجود ولكن لا يكون الاختلاف فيما يكون في الصالح العام بل في مصالح أنفسهم وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه من سوء الفهم للأخلاق والتعامل للإدارة ومن يشاهد أمننا يجده متساهل في ضبط المخالفين والمطلوبين أمنياً ، والأمن والسلامة يكون هو المطلوب للمسئولين وهو في حماية الوجاهات والشخصيات والقيادات وعندما يكون المواطن في حاجته يكون الأمن غير مسئول وغير منضبط في القوانين واللوائح وهذا ما أضعف دور أجهزة الأمن وباعد بينها وبين متطلبات المواطنين ، إهمال لحقوق الضعفاء والمساكين واهتمام بمن معه نفوذ ومال وأصبحنا نحن المواطنين في حالة النسيان وكأن البقاء في هذا البلد للكبار فقط ، ولا يهمنا رحلة الحياة لصغار المواطنين العاديين وحتى السياحة عندنا بلا أخلاق برزت فيها ظواهر بعيدة عن سلوكيات المجتمعات المتطورة والمتحضرة التي لا تقبل بكل ما هو مخالف للقانون والنظام والعادات والتقاليد وما يضر بسمعة المجتمع وما يخالف حتى العرف والدين .
تحالفات ولاعبون وتغيرات للسياسيين وتبدلات في المواقف للمحسوبين والمقربين وسرعان ما تتغير وتنكشف الوجوه والأقنعة وتنحرف القيم وكأنها اتفاقيات أو عقود ومن يدفع أكثر ويشتري بالمبادئ والضمير هو من يكون له القبول.
كل القيادات في الأحزاب والجماعات وكل الشخصيات والوجاهات الاجتماعية ونستثني منهم القليل أوصلوا البلاد إلى حالة الضعف والوهن لأنها هي التي تمارس الأخطاء وهي من تمارس كل السلوكيات والسلبيات التي تخالف الشرع والقانون وهي من تتجاوز العادات والأعراف وهي من تبتكر المخالفات وتجعلها من الواقع في حياة الناس تتواصل وتستمر في اليمن المفاهيم المغلوطة وبفضل هذا النهج تتأصل في اليمن وفي نفوس المسئولين والسياسيين تلك المفاهيم ولم نواكب التغيير الذي يحصل في الدول المتقدمة والمتطورة ولم نرتقي بالإنسان في بلدنا إلى الاطمئنان والعيش خارج نطاق الظلام بسلام وأمان ولم نواكب التقدم الذي أحرزته بقية الدول للإنسان في تلبية الاحتياجات وتطور الأخلاق والتعامل ولم نشاهد في بلدنا أن هناك فئات مجتمعية أو تجمعات سكانية تحظى بسلوكيات راقية تنأى بنفسها عن غيرها في الظهور كي تكون محل تقدير وقدوة للآخرين بل أن التجمعات السكانية في بلدنا- إن لم تمارس السلبيات- فقد سمحت أو تغاضت أو تجاهلت على بعض من فئاتها لممارسة تلك المخالفات التي تشوه ذلك النهج الذي كانت عليه من احترام وتقدير من قبل الآخرين وحتى الطيور المهاجرة المغتربين إلا ما ندر منهم لم تغير الواقع الذي كانت عليه قبل الاغتراب ورغم السنين والغياب لم تغير واقعها سوى في الماديات والشكليات وتعود وتمارس نفس ما كانت تمارسه من سلبيات وكذلك الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج تصرف عليهم الدولة الملايين من الدولارات من اجل التحصيل العلمي والفائدة للبلاد ونقل ما عند الشعوب من مميزات في كل المجالات التي يجب أن نستفيد منها ويتم نقلها للمجتمع الذي هو في أمس الحاجة لتغيير الواقع الذي فيه وما يعانيه من معاناة يعود ومعه شهادة يقبله الوطن والمجتمع وهو يتمنى أن يكون رافداً إضافياً للنهوض بهذا البلد ونقله بما هو حسين وعند الآخرين من تقدم وحضارة والتخفيف من التأخر الذي يفرض بقوة التوجه والإصرار من كبار القوم الذين يسيسون البلاد ويفرضون علينا الحصار ويضلون أمامنا في حالة استكبار.
يا ساسة البلاد يكفي ما راح من أعمارنا وضاع وبسياستكم يقولون لنا بدري على ما فاتنا بدري ولو راح علينا ما راح إلى متى ننتظر فكوا أسرنا والقيد من تكون أنت يا مسؤول مخلص وأمين عندما توقن أن مصيرك عند الله مقدر ومكتوب ومحتوم يامن افتقدتمونا الفرحة والنشوة لا ندري متى يكون الوطن حاضراً في أحاسيس ومشاعر المسؤولين والسياسيين.
قبح وإصرار على الهلاك والدمار ولم تسلم معهم مشاعرنا والأحاسيس حتى عندما يكونوا في حاجتنا وعلاقتنا مع بعضنا كيمنيين أسأنا لها بمفاهيم تتنافى مع ما أوصى به الدين واللغة والمصير.
إن العلماء والسياسيين والمسؤولين يتحملون وزر ما يحدث وما يؤصله المتصارعون على السلطة في نفوس المواطنين والفتيان والشباب في الشوارع والحارات من كره ومن ألفاظ وعبارات تسئ لنا كيمنيين وتخدش التماسك الذي كان عليه الآباء والأجداد وتسئ للإخوة والحب والألفة والتجانس الذي يتصف به أبناء اليمن الواحد..
اللهم وغيّر المفاهيم المغلوطة وأفكار السياسيين التي تدمر الوطن وتمزق اليمنيين.. يا رب اجمع شمل اليمنيين على الصراط المستقيم.. اللهم آمين..
محمد أمين الكامل
بقيادة السياسيين والمسؤولين..اليمن بلاد الأهواء والمفاهيم (1) 1785