من قال إن الجامعة العربية أو ما يحلُ للبعض تسميتها اليوم "جامعة العربي" لم تقم بأي دور خلال العدوان على غزة؟.. صحيح انه لم تتداعى لا بقمة ولا حتى باجتماع وزاري واكتفت باجتماع على مستوى المندوبين لتظهر هامشيتها حتى أن رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن قال حرفياً بان موقفها أو الموقف العربي من العدوان ليس مفهوماً, لكن في واقع الحال وما قد يبدو من عدم وجودها في الأضواء, فإن تحركها في غاية الخطورة في الظل الساخن وليس البارد؛ كيف؟!:
أولاً:- ورد انه في ظل تصدر قضيتنا اثر العدوان والمحرقة الوحشية واثر الصمود والتحول الاستراتيجي العسكري للمقاومة وظهورها كضاربة ترنح من شدة ضرباتها العدو وأحلافه وأخلاقية عالية مقابل انحطاط وحشي لا إنساني بشع للعدو ظهرت تصريحات المقصود منها إحياء المبادرة التي كانت لا تساوي حبرها عند العدو هذه المرة من قبل العدو فهذا المجرم ليبرمان يقول انه يمكن التعاطي الآن مع المبادرة العربية والتفاوض عليها وعلى بعض بنودها ثانياً:- إعلان" النت ياهو" من أن المفاجأة في عدوانه هو تشكل حلف مع بعض دول المنطقة ومعلوم من يقصدها ثم التحركات العربية- العربية والمحورية أيضاً التي تشير إلى أمر ما يتم التحضير له بعد الانتهاء من العدوان, حيث برز أن العدو لن ينعم بالأمن بل وبرز تهديده لوجوده وقد ناله ما لم ينله من معاركه من تحطم للأمن وللردع وسياسياً وفشل استخباري وتقلص في غطاءه الدولي وان فاز على ما يعلنه بتقارب لم يكن يحلم به مع البعض العربي إلا انه في المدى الاستراتيجي, فانه يعاني من أزمة وجودية محتمة لا قدرة له على تجاوزها الأب الأحلاف الجدد
ثالثاً:- الدعوة إلى حماية دولية والتي تبنتها الجامعة العربية وهي مطروحة من السلطة الفلسطينية ودخول انتوني بلير دورة الرباعية على الخطأ إحياء وتفعيل دور الرباعية وبذريعة تحسين تشكيلتها بإدخال الجامعة العربية كطرف خامس؛ له أبعاد حساسة ومهمة وناكسة لأي إنجاز تم أو يتم بعد بحر الدماء وتلال العظام ومساحات الركام , كيف؟: تزامنت هذه التصريحات للعدو ولأطرافه التي تعتبر متشددة كليبرمان وتزامنها مع التحركات العربية هذه الأيام والقمم الفردية وتزامنها مع الدعوة لدخول الجامعة العربية للرباعية لتصبح خماسية يعني أن القادم هو مشروع يستند إلى أوسلو أولاً خاصة بظهور المقترحات المصرية الأخيرة التي تسربت عن مفاوضات القاهرة والتي ترتكز كلها إلى أوسلو وثانياً يبدو أن المبادرة العربية ورغم أنها غير مقبولة لكثير من قوى المقاومة يبدو انه سيجري " إسكاتها" لتبدو مرنة بالنسبة للعدو وهذا ما يؤكده تصريح ليبرمان من أنها مقبولة ببعض التعديلات عليها ثم أخيراً والأخطر: يعني سلسلة جديدة من المفاوضات باسم الرباعية مع الكيان الصهيوني وبذلك يكون قد حقق التطبيع الجماعي مع الجامعة باعتبارها طرفاً من الخماسية القادمة إنْ تحققت وهي المنشودة وبذلك يكون ما كان يردده العدو وأمريكا وبعض دول الغرب من أن المبادرة يمكن البناء عليها ولكن يجب أن يكون التطبيع أولاً- أي يسبق التعاطي معها- وهو ما سيتحقق لو سارت الأمور بالاتجاه الذي يهدفون إليه وهو ما يعني أن ما بعد المحرقة محرقة التطبيع الجماعي عبر الجامعة.. فهل من قائل: إن الجامعة العربية ليس لها دور ولا فاعلية؟!..
ناصر أبو الهيجاء
ما بعد المحرقة..محرقة التطبيع الجامعة 1283