إذا كانت جماعة الحوثي تستخدم هذا الأسلوب التصعيدي المسلح والعنيف في وعلى أبواب عاصمة اليمن الجمهوري صنعاء, فهلاّ تخيلتم يا قادة البلد وكبار رجال الدولة مدى التبجح والغطرسة والإرهاب والتنكيل الذي قد مارسته وتمارسه هذه الجماعة الإمامية العنصرية الدموية بحق أهلكم ورعاياكم وإخوانكم في الدين والانتماء القاطنين بعيداً عن مرأى أبصاركم القصيرة" نتمنى لها الشفاء والرؤية الثاقبة البعيدة"؟!..
اذا كان هذا هو تحركهم الثوري السلمي بصنعاء وقد اجتهدوا ليضيفوا عليه الطابع الحضاري والمدني "كما يرونه هم" واستخدموا أساليب الاحتيال والتضليل التي يجيدونها بتميز, فلكم ولشعبنا اليمني الحر الأبي وللعالم أن تتخيلوا حروبهم الاجتثاثية الكارثية في مران وحيدان وساقين وغمر ورازح وجماعة وسحار وهمدان "مديريات ومناطق صعدة المأسورة"..
لكم أن تتخيلوا ماحل بمئات الآلاف من سكان صعدة وسفيان وما حل بأهالي منطقة دماج و وائلة وضيوفهم من طلاب العلم المسالمين المظلومين!!..
ولكم أن تتخيلوا ماحل بمناطق حجة وعمران والجوف وارحب وهمدان وبني مطر والرضمة ومناطق أخرى بذمار وغيرها!..
لم نطلب من ولاة الأمر أن يتخيلوا ماحل بنا قبل اليوم, أتدرون لماذا؟, لأني كنت أدرك انغماسهم في ملذات السلطة وشهوات الحكم بصنعاء وانشغالهم عنا وعن الوطن بطموحاتهم وشركاتهم وأولادهم وأطماعهم وصراعاتهم الرخيصة..
لقد كنت أدرك انهم كانوا يتنازلون عن الدم والأرض والعرض والسيادة والكرامة لأنه ليس لديهم وقت ولا عزيمة ولا إرادة حقيقية بحجم الكارثة التي حلت بمناطق صعدة وما تلاها..
كنا نناديهم بأصوات الرجاء المبحوح كمواطنين ينادون قادتهم وزعمائهم فأصموا آذانهم عنا وفضلوا الاستماع لصوت القاتل المدجج بالأسلحة لأنه بنظرهم من يستحق التفاهم معه والتوسط بالناس لديه والرضوخ لنزواته وشهواته كي لا يضطرون لإرهاق عقولهم ومصانع تفكيرهم بالوقوف أمامه والبحث عن وسيلة ناجعة تصلحه أو تهلكه بعيدا عن التواطؤ والتخاذل والتساهل والتعامي الذي جعل الجراح تتوسع وتنزف بلا انقطاع والمأساة تنمو وتتطور وبرعاية رسمية وأممية أحياناً كثيرة حتى كادت أن تتحول من مأساة صعدة إلى مأساة الوطن اليمني الكبير..
لكنهم اليوم رأوا بأعينهم وسمعوا بآذانهم شيئاً يسيراً مما رأى الآخرون وسمعوا هناك بالبوادي المنكوبة والمديريات النائية المهجورة..
دق أبواب صنعاء وبعصبية ونزق وتعالٍ نادى: اخرجوا منها قبل أن أُخرجكم سحباً وسحلاً..
ومع هذا فالمستهدف من العنف والتخريب هو الوطن والمواطن والمبررات التي تسوقها جماعة الحوثي تتغير اكثر من تغيرات الطقس والمسؤولية على عاتق القادة بدءاً برئيس الجمهورية والحكومة والأحزاب ولن ندعو شعبنا ليتفرج ويتشفى بكم كما كنتم تفعلون معنا.. لكننا ندعوا للالتفاف والاصطفاف لحفظ المكتسبات المقدسة والوقوف بجانب الدولة "مهما لنا عليها من مآخذ" لأن سقوط الدولة معناه سقوط البلد والهلاك والفتنة- لا سمح الله..
نحن كنا ومازلنا وسنظل مع الدولة وقد جارت علينا ونتمنى أن تدافع عن نفسها وشعبها وتتعظ من دروس التخاذل والمداراة والاستذلال والخنوع, فلديها الشرعية ولها حق الطاعة.. والإرهاب بأشكاله وصوره مرفوض وممقوت وطالما ومصير الجميع اصبح واحداً, فأتمنى أن يصبح صفهم واحداً على الحق والبر والتقوى والاستقامة والسلم والتعايش وذلك لا يتأتى إلا بردع صارم لأصحاب شهوات الحكم على الرؤوس والجماجم وشلالات الدماء.. والله من وراء القصد..
فهد الشرفي
التصعيد المسلح على أبواب العاصمة وحروب الاجتثاث في المحافظات المحتلة 1339