هي آخر ورقة كشفت للشعب اليمني, والقيادة السياسية والحكومة أن الحوثيين ليسوا سوى أداة محاولة لتحقيق الانقلاب متى ما سنحت الفرصة لذلك، لم يدرك هادي وحكومته هذه الحقيقة إلا عندما وصل الدور إليهم وطوق الحوثي العاصمة السياسية ليحقق بإسقاطها إسقاط كُل نظام الحُكم واليمن ولتعُد كما كانت قبل 2011م.
تجلت حقيقة ومساعي الانقلاب من خلال خطة الحوثيين التي أعلنها سيدهم وحددت يوم الجمعة 22/8/2014م آخر يوم لسلمية حشودهم مُحددين وبالحرف أن ما بعده ستتخذ إجراءات تصعيدية تزعج البعض, يليها الخروج عن نطاق السلمية وانتزاع المطالب المحددة..
وبتفحص مضمون كلمات الخِطاب أو الخطة الحوثية يبرز بجلاء الآتي: حشد المجاميع من محافظات: صنعاء, عمران, حجة, ذمار, ثم حصر وتحديد مُدة الاحتشاد السلمي بأيام معدودة 5أيام,حُدد بعدها خيار اللا سلمية وإزعاج الآخرين, ومفتوحة, ثم انتزاع ما يريده.. وأي عاقل أو واعي يفكر قليلاً فقط ويربط كُل هذه الإجراءات بالموضوع الذي من أجله حُددت وهو موضوع (الجُرعة أو رفع الدعم عن المشتقات النفطية), وكذا بمن حدد هذه الإجراءات سيصل إلى حقيقة الأمر وهي: أن الجُرعة والتي يرفضها ويتألم منها كل اليمنيين بُمختلف توجهاتهم مثلت مطية وفرصة للحوثيين ومن يقف ورائهم للاستفادة من الغليان الشعبي وتحويله إلى غطاء لهم وجسر عبور يحققون من خلاله أهدافهم التي كثرت محاولاتهم لتحقيقها وتفشل مرة بعد الأخرى.
فتحديد المُدة بـ 5أيام للحشود السلمية دليل على سُرعة استغلال التعاطف والغليان الشعبي قبل أن تكشف أهداف مُدعي مصالح المواطن وقبل أن تتضح ردود الأفعال التوعوية التي تعري وتوضح الحقائق, وجمع الحشود نحو صنعاء من محافظات: عمران وصعده,وصنعاء,وذمار".. وتكشف عن غاية هجومية وتأمرية تهدف لإسقاط نظام الحُكم الذي لن يتحقق حسب تجربتهم إلا بإشاعة الفوضى.. وإلا لماذا لم يتم تظاهر أبناء العاصمة في العاصمة ومواطني المحافظات الأخرى في عواصم محافظاتهم؟,ثم لماذا لم يستجب الشعب في المحافظات: الجنوبية,وتعز,وإب,وريمه, والبيضاء,والجوف,ومأرب,والحديدة,و...لدعوة التقاطر على صنعاء؟, بل وخرجت في مسيرات الاصطفاف الوطني تنبذ استغلال مُعاناة الوطن لبلوغ الحكم على ظهور الدبابات وجماجم القتلى؟ وهي مُحافظات الوعي والمعروف عنها نبذ التعصب لمذهب أو حِزب, وهي غالبية الشعب ومكمن ثرواته؟. ألا يسأل كُل يمني نفسه معاني ودلالات ذلك؟.
نحن وكل يمني حُر لسنا مُطبلي حكومات وكما نرفض الجرعة السعرية ولا نؤمن بصلاح الحكومة وكثرة فاسديها وفي مقدمتهم وزير دفاعها.. فإننا نكره وننبذ وندين أي استغلال سيء لمعاناة اليمنيين واتخاذه جسر عبور للانقلاب على تضحيات اليمنيين منذ2011م, وإعادة السلطة والثروة حكر على تيار مذهبي أو طائفي يوئد مُخرجات الحوار التي يدركون أنها وضعت حدوداً لتسلطهم ولا خلاص منها بيقينهم إلا بشقلبة الأوضاع وسلب الحكم.
هادي وحكومة الوفاق تساهلتم وتواطأتم مع الحوثيين طوال 3سنوات حتى أوصلتموهم للاستخفاف والاستهانة بكم وأنهم الأجدر بأن يحلوا محلكم, فهل سيذوق هادي وحكومته ما ذاقه اليمنيون في عمران وصنعاء, والجوف.. وهل الجزاء من جنس العمل؟ وهل سيرتاح صالح بعد اليوم؟ أم أن مفاجآت غريبة وغير مسبوقة تنتظر الحوثيين بعد تعريتهم وغايتهم وأعدها هادي وحكومته بإتقان؟.. فالإيمان يمان والحكمة يمانية..
ماجد البكالي
معايير لمُخطط انقلابي محض 1252