لا شك أن الهرج السياسي والكلاع الحزبي والمناط الفكري والحوار التشنجي ربما هو السائد والمتصدر على المنابر والمجالس والمقاهي والبيوت والصحف والصفحات في الشارع العربي بشكل عام والشارع اليمني بشكل خاص وعلى حساب متغيرات ونفحات وأحداث الواقع المحلي والخارجي وما تعتريه من صولات وجولات ومؤامرات وتضليل وعداء واعتداء وإعلان حرب على المبادئ وعلى الدين وعلى القوى والجماعات المنظمة والمرتبة والمؤطرة في إطار التنظيم السياسي الإسلامي, فأصبح رواد الأنظمة وأصحاب المصالح المفقودة والمنظورة والمغرر بهم في الشارع اليمني اليوم يتحدثون بألسنة المتربصين وينظرون بعيون المعرقلين ويكتبون بأقلام الداعمين ويسطرون بأصابع المتنفذين والمتمردين.. ويتأثرون ويصفقون ويطبلون بأكاذيب وأقاويل المرجفين والمشعوذين والمتسترين بالدين والمتشدقين باسم الوطن.. فمن هذا المنطلق ومن مضمون المسؤولية والتعاون والتصالح والتسامح والدعوة إلى الاصطفاف الوطني والوقوف أمام التحديات والمؤامرات والمخططات التي تحاك بالوطن وباليمن داخلياً وخارجياً والزج به في ميدان الصراعات والحروب الأهلية والتداعيات الطائفية والعنصرية في مختلف النواحي والإتجاهات, ولهذا كانت ثقافة رواد المجالس والأحزاب والجماعات التي تخلت عن وطنيتها وعن هويتها وعن قوميتها بمستوى الانحطاط واللهث وراء الجلب الفكري والتسول السياسي المقيت.. فاليوم وعلى مآثر التداعيات التي باتت من ضروريات ومن مسؤوليات كل الشرفاء وكل الوطنين وكل اليمنين أن يستشعروا ويتحملوا مسؤولياتهم الدينية والوطنية والسياسية والتاريخية في نبذ الخلافات والاختلافات والرجوع إلى مائدة الحق والحقيقة وتفويت الفرصة أمام المتمردين والخارجين عن النظام والقانون وعن الشريعة والشرعية.. فمعاني ومعالم منطق الأوفياء والشرفاء كان لابد أن تتعالى وتتسامى لاسيما في هذه الفترة وهم يرددون ويقرون ويسمعون أو حتى يفكرون ..ماذا تعني مثل تلك المفاهيم النبيلة والربانية؟ عندما يتواصون على الحق والدين وعلى الخير وعلى الوحدة وعلى الثورة وعلى الجمهورية وعلى مشروع اليمن الجديد.. فمن الأولى أن نعير الوطن واليمن أجل معاني التعاون والتواصي والتصالح والتسامح والاصطفاف والوقوف بحزم ضد الإرهاب والترهيب والتمرد والتخريب والفساد والتهريب والتشظي والتغريب. .حتى يتسنى للشعب وللوطن أن يستنير ويأمن ويستقر ومن ثم يتعافى ويتشافى ويتقدم ويزدهر.. فلا خوف على الثوابت ولا قلق على العاصمة ولا امتعاض من الشرذمة.. فالوطن واليمن منصور بنفحات المدد والتواصي وبآيات الإيمان والحكمة.
فكل من يعصي ويقصي ويتمرد ويتهرب ويناهض ويكابر فمصيره لا محالة إلى الهلاك وإلى التقزم والتشرذم والانحطاط والخيبة والخسران .. حتى وإن حققت له بعض المكاسب على الواقع. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
منطق الأوفياء!! 1090