قال نتنياهو- رئيس الوزراء الإسرائيلي- امس إن العالم العربي ضد حماس وانه ليس معها إلا قطر وتركيا وإيران.. شكراً نتنياهو وفي هذا القول الخطير دلالات منها:
* إن من يهاجمون حماس ويبدعونها ويحقرون جهادها لليهود إلخ من علماء ودعاة السلفية و الخارجية؛ إنهم مع اليهود في صف وخندق واحد ضد العدو المشترك حماس وبشهادة رئيس إسرائيل لا استنتاجاً منا أو تحاملاً عليهم, فان كان لكم عقل وحياء فاخجلوا وتوبوا من حرب حماس عوناً لليهود وان كان لكم علم وفقه فادرسوا موقفكم الشرعي مراراً وتكراراً من حربكم حماس في صف يهود وبنفس التوقيت ولتحقيق نفس الأهداف القذرة؛ إسقاط حماس وهدمها وفض الناس عنها, فيستحيل أن يكون الشرع مجوزاً عون العلماء والدعاة لليهود على المجاهدين وعلى المظلومين من المسلمين, يستحيل على حكمة الشريعة أن تجوز هدم شرعية المجاهدين بالفتاوى والتنقيب عن زلاتهم في نفس الوقت الذي يهدم الكفار بيوتهم على رؤوس أهلهم ويستبيح ديارهم وأموالهم وحياتهم وأعراضهم, يستحيل على سمو ونبل وحكمة الإسلام ومقاصد الشريعة وقواعد النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجرح والتعديل وكل باب تتذرعون به لشرعنة جريمتكم في عون يهود على حماس يستحيل أن تسوغ ذلك حاشا لله حاشا لله بل فتواكم ضد حماس وهي في ساحة النزال مع الكفار قتلة الأنبياء فتنة أُركستم فيها. قال الإمام ابن القيم: " فمن سُئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار هذا إذا أمن المفتي غائلة الفتوى فإن لم يأمن غائلتها وخاف من ترتب شر أكثر من الإمساك عنها امسك عنها ترجيحاً لدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما وقد أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن نقص الكعبة وإعادتها على قواعد إبراهيم لأجل حدثان عهد قريش بالإسلام وأن ذلك ربما نفرهم عنه بعد الدخول فيه وكذلك إن كان عقل السائل لا يحتمل الجواب عما سأل عنه وخاف المسؤول أن يكون فتنة له امسك عن جوابه"" أعلام الموقعين 4\15".. هذا في الفتوى الشرعية فكيف بفتاوى غير شرعية إنما هي اتهامات وتقرب من طغاة وأصحها أمور خلافيات أو أخطاء لا يسلم منها إلا معصوم وهي لا تنقض أصلاً من أصول الاعتقاد وهو الولاء والبراء, فخذلوا إخوانهم المجاهدين في غزة ولم يوالوهم وأفتوا في حماس بما يقوي عدوهم ويوهنهم ويشيع الفتنة حولهم عند الجهلة أو المخدوعين بفتاويهم. وها هو نتنياهو يقيم الحجة عليكم؛ انه فهم هو وشعبه أنكم ضد حماس- أي معه- ضدها؛ معه في هدمها هو بالسلاح وانتم بالكلام والفتاوى وهو وانتم مهما اختلفتم فان عداوة حماس تجمعكم وهو اكبر مستفيد من فتاويكم, فأي فتنة وشر أكبر من هذا؟!.
* إن المثقفين والقوميين والإعلاميين ونحوهم ممن يهاجم حماس هم مع اليهود مهما تستروا بعمق النظرة والواقعية.. إلخ من دعاويهم الفارغة فأي عار وأي خزي على أن تكون النخبة في الأمة مع عدوها وضد شرفائها.. إنها خيانة للرتب الأكاديمية ومهانة ومتاجرة بقيم الوطنية والعروبة التي يزعمون حملها وأنهم سدنتها.
* أما الحكام والحكومات العربية فهي لا تحتاج عتاب لأنها فقدت الإحساس بنخوة العربي وبقيم المسلم الأبي بل وبالإنسانية بل حتى بالتاريخ فلا يهزها "وما معتصماه" ولا يحرك فيها بقايا مروءة لتحاكي ولو قصة شرف واحدة في تاريخ عزتنا تدفعهم لإنقاذ أهلنا في غزة أو حتى الكف عن التآمر عليها فقد اعتادت على إهانة شعوبها وتمرست في طغيانها وولاء أعداء أمتها فلا غرابة أن تسكت أو تعين على نكبة غزة بل وتعين عليها لأنها قد فقدت أصلاً كل معاني العزة وربما آلمها وأحرجها ربما إخراج نتنياهو لقطر وتركيا وإيران! من الدول الغير متعاونة معه على حماس لعل هذه اكبر إهانة لها وعلى شعوبها أن توصل الإهانة لها إنْ كانت لم تشعر بها..
وشكراً قطر وتركيا- شعوباً وحكاماً- لقد كرمكم اليهود وأهانوا كل دول وحكومات إخوانكم. وشكراً إيران وليتكِ أيضاً مع غزة اليمن وغزة العراق وغزة سوريا وغزة لبنان, فهن أحوج لمعونتكِ من غزة هاشم, فقد فعل فيهن اتباعكِ ما يفوق أو يساوي ما فُعل بغزة ولا يزالون.. اللهم عليك باليهود المعتدين وأعوانهم من المنافقين والمرتدين..
الشيخ / علي القاضي
العالم العربي ضد حماس!! 1253