أضحت القوات المُسلحة والأمن هي المؤسسة الوطنية أمام اليمنيين والتاريخ, عن مصير هذا الوطن والانتصار للثورات والوحدة والديمقراطية وقوافل الشُهداء التي قدمتها هذه المؤسسة لاسيما بعد أن بذلت القيادة السياسية خطوات لصون الدم اليمني, حيث لم توقف أو تقمع أي مسيرات أو مظاهرات, أو اعتصامات للحوثيين منذ أكثر من أسبوع, بل وأرسلت وفدها للحوثيين في صعده, فرفض الحوثيون ما عُرض عليهم، وبعد أن خرج الشعب اليمني في" أمانة العاصمة, وتعز, وذمار, وحجة, وشبوة, ومأرب والجوف, والحديدة, وعدن, وأبين وحضرموت, وكُل محافظات الجمهورية" خرج اليمنيون في مسيرات الاصطفاف الوطني الرافضة أن يتحدث الحوثيون باسم الشعب ولاستغلال جماعة الحوثيين لمُعاناة الشعب وتحويلها إلى جسر عبور لتحقيق أهدافه في قلب نظام الحُكم وحِرمان اليمنيين ليس من كل مكاسب ثورة سبتمبر وأكتوبر بل حتى من مُجرد الحُرية والحياة الكريمة.

والشعب اليمني عندما يخرج في مسيرات الاصطفاف الوطني الرافضة لتدخل الحوثي في مُعاناة الشعب رغم وجود معاناة الغلاء والفقر, إلا أن اليمنيين يؤكدون أن معاناتهم المعيشية أهون من تدخلات جماعة ستقلب حياتهم ووطنهم جحيم وصِراع, رسالة لرئيس الجمهورية وقيادات الدولة والمؤسستين العسكرية والأمنية مفادها: أوقفوا هذا التدخل السافر الذي تجاوز الثوابت الوطنية, ونصب من نفسه وجماعته وصياً على الوطن.

ورسائل اليمنيين بوقف تدخل الحوثيين بمعاناتهم واستغلالها لأهدافهم لم تأت من فراغ فكل مواطن يمني يعي جيداً ويؤمن بحقائق هامة تاريخية وواقعية ومنها: أن هذه جماعة طائفية دينية تعاني انحراف المفاهيم والمُعتقدات, منذ ظهورها فقط برزت نعرات الطائفية والمذهبية, والسلالية, وأخذت بالتغلغل والفتك بالمجتمع اليمني, مُهددة بشرذمة المُجتمع اليمني الواحد الذي عاش بوئام وسلام طوال تاريخ اليمن, ويدركون أنها الجماعة التي تفتك بأفراد القوات المسلحة والأمن وتُحل دمائهم وتُبيح مؤسساتهم وتُوهم مُقاتليها بأن هؤلاء هُم عُملاء أمريكا وإسرائيل. وللقوات المُسلحة والأمن تجربة مع هذه الجماعة خلال ستة حروب دارت في صعده وكانت تنتهي نهايات درامية بتواطؤ قيادة الدولة بل أن آخر تجربة كانت مع اللواء 310مُدرع في محافظة عمران والذي بالتآمر عليه وبسقوطه سقطت عمران في أيدي هذه الجماعة ونهبت مخازنه وعتاده وبقيمة 8مليارات ريال لتحاصر بها صنعاء اليوم.

 ويعي اليمنيون أن محافظة صعده من أبرز منافذ التهريب الضارة بالوطن ومُقدراته وأن كماً كبيراً من المشتقات النفطية- قبل رفع الدعم الحكومي عنها- كانت تُهرب عبر هذا المنفذ إلى جيبوتي والقرن الإفريقي وكان الحوثيون يستفيدون مبالغ مهولة من ذلك الدعم, فعندما تم رفع الدعم عن المُشتقات ذهبت فوائدهم التي كانوا يسلبونها والخزينة العامة تدعم على أنه دعم للمواطن "والخبرة شغالون تُجار تهريب".. يدرك المواطن اليمني ويؤمن ومن واقع وتجربة ومعايشة هذه الجماعة بأنها هي الأخطر على الاقتصاد الوطني "حروب, نهب, تدمير, تخريب, تهريب", وعلى المواطن والوطن "التعامل وفق معايير الطائفية والمناطقية والعرقية", وبالتالي فليس حتى في غرائب القدر ولا في عجائب الدُنيا ولا بصُدف التاريخ أن تنتصر هذه الجماعة للمواطن أو الشعب وهي أبرز أسباب بلاءه منذ2002م وحتى اليوم فهي أكبر من أضر بالخزينة العامة والاقتصاد الوطني في حروب وصِراعات متعددة ونهب, وتهريب, وأكثر من قتل الجيش حيث قُتل في حروب صعده أكثر من 60000جُندي,وبعدها قتل الجنود في عمران, والجوف, بالتأكيد من هم بصنعاء والأمانة من الجنود والمعسكرات ليسوا مميزين عن سابقيهم وأن المفهوم هو المفهوم- عُرف وثقافة- هذه الجماعة.

لذا يجب أن يستفيد الجميع؛ الرئيس والحكومة والجيش من تجاربهم السابقة ومعاناتهم والشعب مع هذه الجماعة ويعوا جميعاً أن أمانة العاصمة ليست كباقي المحافظات؛ لأنها العاصمة السياسية للوطن الموحد تعني: كُل اليمن, تعني الجمهورية, تعني الوحدة, تعني الديمُقراطية.. إنْ تحولت إلى مسرح للصِراع سيكون ذلك إيذاناً بانفصال الجنوب, وبتطبيق فوري للأقاليم بل وتحولها الفوري إلى دويلات تذود عن حدودها ومقدراتها, ولا تسمح لحوثي أو غيره بحكمها, كما أن ذلك الواقع سيتيح المجال للأطراف الإقليمية لتنفيذ سياساتها ومخططاتها التي تريد. لذلك فإن المؤسسة العسكرية والأمنية اليمنية اليوم؛ المؤسسة الوطنية الصلبة الهادرة من حطمت مشاريع الرجعية, ودافعت في كل المراحل والظروف عن الوطن مُقدمة مئات الآلاف من الشُهداء في سبيل أمن واستقرار ووحدة اليمن وما تزال هذه المؤسسة هي الصخرة التي تتحطم عليها وتحت أقدامها كُل المشاريع الرجعية والضلالية التي تستهدف الوطن ومنكم ومعكم شعب عظيم مُلتف حول الثوابت الوطنية.