لا يخفى على العقلاء من أبناء هذا الوطن ما طرأ وما طفح عنده المكيال والميزان من التحفظات والصمت المريب والغريب والغير مقنع من تصرفات القيادة وتخبط الجهات المعنية والمختصة تجاه ما تقوم به مليشيات الحوثي المسلحة ومن تحالف معها وناصرها وأغتر بطغيانها ولمن أعطاها الضوء الأخضر لإيجاده التمثيل وحباكة السيناريو المكلوم على خطى المسرح الانقلابي المدعوم والمنظور ربما في نظر الأوصياء تأميناً للخطوط العريضة لمشروع اليمن الجديد وعلى أن يتم بداية بتصادم الفرقاء وخدع البسطاء وخيانةً الشرفاء والتخلي عن الخطوط الحمراء والاحتماء بمكر المعتدين والجبناء والاستجابة لمطالب المشرفين والأوصياء, فمثل هذه المتراجحات ليست من ابتكار القيادة أو من استراتيجيات الجهات المختصة.. وإنما كانت تماشياً مع الوقائع وتلبيةً لمطالب الأقوياء والمتواجدين على البساط السياسي بشكل يحرج الدولة ويزعجها وخصوصاً عندما تكون على موعد مع المناكفات والمصالحات والمساومات والتغاضي والتخبط والاعتماد على لجان الوساطات والمراسلات.. ولذلك كانت تأتي المصادقات والمخالفات والمخططات لمختلف التوجيهات والقرارات من كشكول الدول الراعية والسفارات.. ولهذا ربما أختلف مع الكثيرين من المراقبين والسياسيين والمحللين الذين يشككون وينتقصون من نوايا وبديهيات الرئيس هادي والقيادة في الصفوف الأولى بعدم التعاطي وتحمل المسؤوليات والتلميح بالتخلي أو الخيانة أو غير ذلك من الملفات الساخنة كالتفريط في الثوابت الوطنية والمخرجات الحوارية والتنسيق والتغاضي عن التمردات والخروقات والاعتداءات التي تنتهجها جماعة الحوثي المسلحة ضد مصالح الشعب وضد المؤسسة العسكرية والأمنية في شمال الوطن مقارنة بتعاملات القيادة والمؤسسة العسكرية والأمنية مع خروقات وتصرفات المكونات والجماعات المتمردة في جنوب اليمن..
وعلى هذا المنوال كانت تلك الإصابات ربما تعددت وانتشرت وجعلت من التحليلات والشكوك أن تتصدر قائمة الاحتمالات والتقديرات في أوساط القوى الوطنية والثورية والوحدوية أن تخاف على حلم وطموح اليمنين في مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة واتحادية الدولة اليمنية الجديدة.. فاليمن والوطن والثورة والعاصمة ومخرجات الموائد الحوارية في اعتقادي لا تستطيع أية قوى أو جماعات أو دول أن تتمادى أو تتنكر أو تتنصل أو تحاول أن تفكر حتى مجرد تفكير أن تسقط العاصمة أو منظومة الدولة أو إغراقها بالفوضى المذهبية أو الحرب الأهلية لأن اليمن أصبحت في واجهة المجتمع الدولي وجماعة الحوثي وغيرها لاشك أنهم يدركون ذلك جيداً ويعرفون العواقب ومدى تأثيرها على المستقبل الجوهري للجماعة.. عندما تغامر أو تهدد بإسقاط العاصمة فهذا كلام غير منطقي وغير واقعي بالنسبة لأبعادها السياسية والدولية بخلاف تحقيق مكاسب وإسقاط مدن أو قرى غير العاصمة, فكل ما حدث ويحدث من إرهاب جماعة الحوثي لكل من يقف في وجهها ويتصدى لها وعلى مرأى ومسمع الجهات المعنية.
والمقصود هنا الدول العشر التي تحكم اليمن حالياً ما هو إلا انقلاباً على الخصوم السياسيين والمتنفذين وعلى وجه الخصوص القوى التي تخيف وتقلق الأنظمة المستبدة والجهوية وتهدد الدول والقوى المعادية للدين وللحرية وللكرامة وللإسلام السياسي الجديد الذي يحظى بتأييد وبقبول عالمياً وسريعاً.. فعلى هامش هذه الطرود المفخخة التي استهدفت وتستهدف الشرفاء والوطنيين وتغتال الأحرار والمناضلين وتقصي الأكفاء والمبدعين وتتآمر وتخون القادة والجنود والمسالمين وتتحايل على خلط الأوراق واستباحة دماء اليمنين.. لا شك أنها منظورة ومعلومة ومفضوحة ومكشوفة وقد تم التحضير والتجهيز لدحرها وسحقها وإبطال مفعولها عند اللزوم.. فالشعب يعلم ويدرك أن دماء الشهداء من أولئك القادة والجنود والأبرياء ورجال القبائل وطلاب العلم الذين أستباحت معاول الانقلاب والإزاحة والإقصاء وممارسة الإرهاب والترهيب وتعمد التغريب والتضليل والتشويه والخيانة والمؤامرة دمائهم ومعاقلهم وممتلكاتهم ومناصبهم كانت في صعدة أو في عمران أو في حضرموت أو في صنعاء, لا شك أنها فداء في سبيل الدين والوطن والعزة والكرامة فأهل اليمن اليوم وعلى أحر من الجمر تراقب الوضع عن كثب وتنتظر الأوامر والدعوات على أن تقدم الغالي والنفيس بل وعلى استعداد أن تقدم الملايين من الشهداء حرصاً وحفاظاً ودفاعاً على المبادئ وعلى النظام الجمهوري وعلى الوحدة والثورة وعلى مصفوفة اليمن الاتحادي الجديد, فلا تؤثر على الثوابت الوطنية المطالبة بتغير الحكومة أو إسقاطها بمطالب مشروعة ومنصفة, فالجميع ربما ضد الأوجاع المتعاقبة على الشعب, لكن أن تكون مثل هذه المطالب صفقات لتحقيق مطالب وطموحات المغرضين والمرجفين والحاقدين والمتمردين للوصول إلى خلط الأوراق والانتقام من الثورة والحرية في ملفات وخفايا ونوايا الطرود الحوثية وبتحفظ وتقاعس وسيناريو المخرجين والمعنيين ربما من خلف الكواليس أو من وراء الستار.. والله المستعان..
د.فيصل الإدريسي
الطرود المفخخة لاغتيال اليمن الجديد!! 1258