;
آفاق الحاج
آفاق الحاج

الحوثي..واللعب على وتر الجرعة 1292

2014-08-26 16:22:04


 لم تتوانَ جماعة الحوثي للحظة منذ إعلان الحكومة لإجراءات الإصلاحات السعرية أو ما تعرف "بالجرعة" في الاستثمار السياسي لتلك الخطوة باتجاه ما يخدم مصالحها ويحقق مراميها, خصوصاً بعدما أثارت تلك الإجراءات استياءً شعبياً واسعاً, فما كان منها إلا أن تستغل ذلك في صب مزيد من الزيت على النار والمزايدة على معاناة الشعب باستخدام فزاعة الجرعة ليس حباً فيه بقدر ما هو محاولة لكسب تعاطفه لتجعل من رفضها قرار الجرعة مجرد صبغة تضفى نوعاً من الشرعية لتحركاتهم "المسلحة" ويجدون فيها المبرر للتصعيد, وبهذا فهم يسيرون وفق سياسة الكيل بمكيالين ومن باب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

 فمنذ سنوات وحتى اليوم لم تضع جماعة الحوثي- وهي تحارب الدولة وتتوسع بقوة السلاح وتحرق الأخضر واليابس- أي اعتبار لتنمية أو اقتصادٍ وطني كبّدته خلال حروبها خسائر كبيرة ولم يكن حال المواطن ومعاناته يُعْنيها بقدر ما كان جل اهتمامها هو الإمساك بزمام الحكم ولو كلف ذلك أنهاراً من الدماء في سبيل العودة باليمن خمسين سنة إلى الوراء وسيلتهم القتل والتدمير والتهجير وما جرى في صعدة وعمران وما يجري حالياً في الجوف التي دخلت هي الأخرى على خط الصراع خير دليل وشاهد على الإجرام الذي يرتكب وعلى الشهية المفتوحة للحكم, حتى وصل الأمر بها إلى محاصرة العاصمة واستحداث متارس مسلحة ونصب للخيام تحت مبرر إسقاط الجرعة والحكومة وما يريدون بذلك إلا إسقاط منظومة الدولة بكامل مؤسساتها وأجهزتها لبناء مشروعهم الإمامي السلالي ومهما تعددت المبررات تظل غايتهم واحدة.

وها هو الحوثي يضع نفسه اليوم في موضع الوصي على الشعب والمتحدث باسمه والأقرب إلى معاناته وكل ذلك لم يعد سوى ألاعيب مكشوفة عرفها الجميع وأدرك بأن مطالب الحوثيين لن تنتهي بإسقاط الجرعة أو الحكومة وإن كان هذا هو المطلب البارز الذي يسوغون ويروجون له مالم تبسط يدها كاملة على السلطة.

 والدولة مطالبة اليوم بأن تتبنى موقفاً مسؤولاً تجاه التوسع الحوثي بعيداً عن منطق التفاوض ولجان الوساطة "العبثية" وإبرام الاتفاقيات والهٌدن التي لم تلتزم بها جماعة الحوثي وظلت تخرقها في كل مرة لتثبت بذلك أنها جماعة لا عهد لها ولا ذمة ولا تؤمن سوى بمنطق العنف والقوة المتعارف عليها من قبل الجماعة, وما حصارهم اليوم للعاصمة بل ودخولهم إليها وتطويق ثلاثة وزارات إلا نتيجة للموقف الضعيف والمتفرج للرئيس هادي حتى أضحت الجماعات المسلحة هي من تفرض وتملي شروطها على الدولة وليس العكس, بينما الأخيرة لا تملك سوى إطلاق التهديدات والتحذيرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 ولو كان هناك نية جادة تردع جماعة الحوثي عن غيها وتماديها ما كانت وصلت اليوم إلى مشارف صنعاء وهي تتباهى بسلاحها وقوتها بشكل فج ومستفز أمام مرأى ومسمع من الجميع.

 كما أن دعوات الاصطفاف الوطني لابد أن تدعم بقرارات ومواقف حاسمة تخرس ألسنة التواقين إلى " العهد الإمامي البائد" وتكبح جماح المشروع الطائفي العنصري الذي يحملونه وتعيدهم إلى كهوفهم في مران حال استمروا في نهج العنف وإشعال أتون الفوضى والصراعات ولم يقبلوا بالمشاركة في العملية السياسية بصورة مدنية ديمقراطية كبقية القوى والأحزاب السياسية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد