هذا مثل شعبي يوصف حالة صنف من الناس يحبون جلاديهم لدرجة الهيام وهذا ما لا يصدق.. لكن المدهش حقا أن الواقع يشهد يوماً عن آخر تطبيق هذا المثل رغم غرابته.
فكثير من الناس ينساقون وراء مصالح ضحلة أو سراب خادع تقوده شخصيات تافهة تجيد فن المخاتلة، فينساق هؤلاء المغفلون خلفهم ويغلبون ظهر المجن للمخلص ويسيرون في زفة المخادع المكار، ويصفقون للكاذب الفاجر ويسيئون للصادق الأمين وينالون من الوفي.. ولا يهزهم المنكر ويستسلمون للمؤامرة الدنيئة وان كانت وهماً حولوها إلى حقيقة في عقولهم المريضة.
لا أفهم كيف يتحول هذا الصنف من الشعوب إلى مصفقين ومهللين للتافهين وهم حفاة عراة جياع بسبب ظلم هؤلاء الذين يصفقون لهم.. لا يوجد - في تقديري - عمى اكبر وأفظع من هذا العمى" إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
هذه الأصناف الغوغائية هم ليسوا من باعوا ضمائرهم للشيطان فلا يؤمل عودتهم يوماً ما إلى جادة الصواب.. ولكنهم أولئك البسطاء الذين سلبت حقوقهم ونهبت ثروات بلادهم وسفكت دماء الكثير منهم وانتهكت أدميتهم من قبل أولئك التافهين، ومازالوا يسيرون خلفهم رغم المصائب التي تنزل على رؤوسهم بسب السير في هذا الطريق.. ويحملون صورهم فوق رؤوسهم شغفاً وولعاً بهم حتى وان تلذذوا بعذاباتهم وآلامهم.. فكيف يحبون خانقيهم إلى هذه الدرجة؟!, أما كان الأولى بهم أن ينتعلوا صورهم بإقدامهم بدلاً من وضعها على رؤوسهم؟!.
مصيبة كبيرة أن يظلم الإنسان نفسه بهذه الطريقة الموغلة في الجهل فيهبها لجلاديه بلا ثمن.
هل يُصدّق هذا في عصر الحضارة والتطور الفكري والعلمي الذي أوصل الناس إلى الفضاء الخارجي.. عصر قدسية حقوق الإنسان وتوافق العالم كله على صيانتها والحفاظ عليها؟!.
وبالمثال أعلاه يتضح المقال, فمثلاً: نجد في مصر شريحة واسعة من الفقراء والمسحوقين بسياسات الفاسدين التافهين يهللون ويصفقون لمن ساموهم سوء العذاب، من فلول النظام الدكتاتوري البائد ويصفقون لابنه المدلل "العرص" المدعو السيسي الذي قتل الناس في الشوارع وساق مصر ومازال إلى حافة الهاوية.
كما نجد الكثير من فقراء اليمن مازالوا يصفقون للنظام السابق وحثالته ويقفون في صفهم في وجه التغيير المنشود.. وأكثر من ذلك يتمادون في تخريب وطنهم بضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط إرضاء لجلاديهم على حساب الوطن.
ومن أجهل جهلاء اليمن هم من يقاتلون بشراسة مع الحوثي ويُقبِّلون يديه وربما رجليه ويرددون شعاره الزائف الكاذب كالببغاوات وهم لا يقتلون إلا المسلمين حصراً.
وفوق ذلك ينعتهم سيدهم بالزنابيل تحقيراً لهم وإذا قُتلوا دُفنوا في مقابر غير التي يدفن فيها القناديل "حواريو الحوثي" لأنهم أقل قيمة من أسيادهم.. ويصفقون ببلاهة للقاتل المجرم ويسيرون في ركابه وهم "ينبحون" كالكلاب بشعاره الذي يقدح كذباً وفجوراً، ويساقون إلى المجازر كالخراف خدمة لأسيادهم الذين يستلمون الثمن على حساب هذه الأصناف الببغاوية.
منصور بلعيدي
هل فعلاً القط يحب خَنَّاقه؟! 6532