أثار لدي الغرابة والفضول والتساؤل ما أشاهده لأيام متتالية على قناة العربية وأنا أشاهد إعلانات لأيام متتالية عن السيرة الذاتية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "دراسته, مؤهلاته, حياته ومنصبه قبل الوحدة, ومناصبه بعد الوحدة, والتحديات التي واجهته منذ تولى زمام الحُكم في اليمن, و.." وأتفاجأ أنه مُجرد إعلان لا تتبعه مُقابلة ولا أسمع خبراً بحجم هذه التهيئة الإعلانية, ولا أجد موطناً مناسباً لتوظيف هذا الإعلان لأكثر من يوم ولأكثر من مرة في اليوم الواحد!.
وما هو متعارف عليه في كل وسائل الإعلام في العالم ومن البديهيات: أن إيراد السيرة الذاتية لرئيس جمهورية أو شخصية رفيعة لها تأثيرها الكبير على مُجريات الأحداث أو ويرتبط بها مصير بلد ويتم إيراد السيرة الذاتية في حالت مُحددة تكاد تنحصر في ثلاث مواضع: عند تنصيب هذه الشخصية تقلدها المنصب أما بالتعيين أو الانتخاب, مع بدء مُقابلة صحفية حصريه على هذه الشخصية, أو عندما تغادر هذه الشخصية منصبها طوعاً أو كرها, أو مع نباء وفاتها, أو قيامها بأحداث تكون لها أثار بليغة إيجابية أو سلبية على حياة شعب تقوده كـ "الانقلابات, أو مشاريع نهضوية ,وإنجازات بحجم وطن".
ولعدم وجود أي من المواضع السابقة لتوظيف هذا الإعلان.. تأكد لدي كما هو الحال ـ ربما ـ لدى كثير من المتابعين بأن هذا الإعلان لم يأتِ من فارغ وأن له دلالات ومؤشرات تجزم بعلم الدولة الراعية للمبادرة بمصير الرئيس هادي أو بما سيصنعه في قادم الأيام وأن أياً كان مصيره, أو صنيعه, سيكون جلالاً ومدوياً.
ومع كون هذا الإعلان ليس اعتباطاً بل رسالة مبنية على معلومات ومُعطيات ـ عند افتقاده لمناسبة بثه أو تكراره ـ فأنه يؤكد إلى جانب ما أسلفنا ذِكره؛ حقيقة هامة مفادها: أن القرارات المُستقبلية للقيادات اليمنية يعلمها الإعلام الخارجي والمخابرات الخارجية, وسياسيو الخارج قبل أن تعرف عنها شيئاً: لا المخابرات ولا وسائل الإعلام اليمنية, ولا السياسيون اليمنيون؟.
فهل ذلك بحكم الرعاية أم أن الأمر مُختلف تماماً عن الغاية سالفة الذِكر وأن الغاية الراجحة لا تعدو عن كون هذا الإعلان رسالة تهديد لتحقيق ابتزاز مُعين على خلفية خلافات وقضايا خلافية يُهدد هادي بمصيره وحُكمه حتى يخضع لتمريرها؟.
ويبقى العلم عند الله وما بين هادي ومصدر إعلان سيرته الذاتية المتكرر دون مُبرر ولا حدث واقعي.. ونسأل الله الخير لهادي, وللوطن.
ماجد البكالي
هادي بين ولادة جديدة أو نهاية وشيكة!! 1409