توجب علينا أبسط الأمور المعقدة بصفتنا بشر أن نقف معها بحكمة وبمسؤولية ترتقي إلی العقل البشري الذي نتميز به عن سائر المخلوقات في هذا الكوكب.
وبما أن لكل مشكلة حل أيا كان نوعها، فأنه لا بد أن نبحث عن هذه الحلول بنوايا صادقة مخلصة، لا أن نمضي في صناعة التعقيدات التي لا فائدة منها.
فما بالنا عندما تكون المشكلة متمثلة في مستقبل وطن وشعب، كتلك التي هي عليها بلدنا اليوم.
يری اليمنيون جميعهم أن مستقبلهم ووطنهم قد رسمه مؤتمر الحوار الوطني بمخرجاته المتفقة عليها جميع الأطراف المشاركة فيه، ولهذا فأن جميع اليمنيون وفي مقدمتهم القوی والأحزاب السياسية جميعهم مطالبين بالعمل بإخلاص في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني علی أسس صحيحة وسليمة، والوقوف صفا واحدا أمام كل التحديات التي تحول دون تحقيق ذلك.
إضافة إلی ذلك، يجب أن يدرك الجميع من أبناء اليمن بقواه وأطرافه السياسية أن لا مجال للعودة بالوطن والشعب إلی الماضي المثقل بتركة كبيرة من الأخطاء والتجاوزات، كما أنه لا مجال أيضا للسير بالوطن والشعب في طريق غير تلك التي رسمها مؤتمر الحوار الوطني والمحددة شكلها ومعالمها، والتي أيضا قد اختارها الشعب لتكون دليله للوصول إلی المستقبل المنشود.
كما أن الظرف الراهن الذي تعيشه بلدنا - اليمن - يؤكد أن لا مجال لأي حزب أو فئة أو شخص أن يستغل خطأ معينا أو يوظف موقفا ما في سبيل تحقيق مصالحه وأهدافه بأي شكل من الأشكال.
موجز القول : لا زالت هناك فرصة لكل القوی والأحزاب اليمنية لكي تلتقي وتقف بجدارة وبمسؤولية وطنية وإنسانية أمام تحقيق مصلحة اليمن والشعب والسير بهما نحو المستقبل الموعود بعيدا عن الانصياع للولاءات الضيقة والتمترس وراء المطالب الضبابية التي لن يستفيد منها أحد بقدر ما ستجعل الجميع نادمين.
والله الموفق.
محسن فضل
مازالت هناك فرصة! 1325