عندما يتحدث السيد عبد الملك الحوثي ويقول: إن من هم محتشدين في محيط العاصمة صنعاء و كذلك أمام بعض الوزارات الحكومية هم من كل أطياف الشعب اليمني، فإنه وبقوله هذا يعد كذاباً ولا يقف هذا القول عند حد الخداع أو التضليل.
إذ أن من يطلق عليهم السيد عبد الملك صفة الشعب هم في الحقيقة ليسوا إلا جزءاً منه، ولا يمكن لإنسان عاقل أن ينظر إليهم باسم الشعب، كل الشعب.
أفلا يعلم السيد الحوثي أن أنصاره يشكلون نسبة 97%من أولئك الذين يطلق عليهم صفة الشعب بأكمله؟
إن من المفترض علی السيد عبد الملك الحوثي بصفته إنساناً يدعي كراهيته للظلم والإفساد وأنه مع تحقيق العدالة المواطنة المتساوية، أن يكون شجاعاً بما يسمح له قول الحقيقة ليس أكثر ويعترف لكل شعوب العالم. إن هؤلاء الذين خرجوا يطالبون بإسقاط الحكومة والجرعة السعرية هم أنصاره وليسوا كل الشعب اليمني، وأن أنصاره هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب. حينها كان سيظهر السيد الحوثي أمام الجميع علی أنه شخصية برجماتية تتحلی بالصدق والإنصاف، لكن ما ذهب إليه السيد عبد الملك من إصرار شديد يری في أنصاره كل أطياف الشعب اليمني، بقوله: هؤلاء هم الشعب اليمني العظيم، يعد بمثابة تكريس لعنصرية طبقية مجتمعية خطيرة تعود بنا إلی حقبة الأسياد والعبيد.
هذا الأمر لا يقتصر علی السيد الحوثي وحسب، بل حتی أتباعه الذين هم الآخرين مشبعين بهذه الرؤی والتوصيفات الخاطئة، تصوروا معي أن أحد العاملين في قناة المسيرة المملوكة للسيد وجماعته لليلة الخميس الماضي يصف الشهيد الجنوبي حسين اليافعي الذي قتل في اليوم نفسه علی يد قوات الأمن في عدن أثناء فض احتجاجات للحراك الجنوبي بمديرية المعلا،يصفه بأنه أول شهداء هذه الثورة المباركة أي ثورة التصعيد الحالي للسيد وجماعته! مع أن الشهيد حسين اليافعي ليس له صلة لا بجماعة الحوثي ولا أيضا بمطالب إسقاط الحكومة اليمنية أو إسقاط الجرعة. علی أية حال، يجب علی من يدعي أنه يعمل من أجل مستقبل جميل ومزدهر عليه أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً ومن ثم صادقاً أمام شعبه ثانياً، وأن يكون أيضاً مخلصا ومنصفا في أقواله وأفعاله.
وعليه أن يتخلی عن أسلوب الخداع وعن والتوصيف الخاطئ والصفات المحرمة، وعلی هذا نقول للسيد عبد الملك: الكذب محرم.
محسن فضل
السيد عبد الملك..الكذب حرام! 1475