اليوم الوطن يدعونا أن نحافظ عليه وأن نواجه من يعتدي عليه وألاّ نترك العابثين يعبثون بقدراته وإن غفلنا عنه فقد نصبح في لحظة بدون وطن، نتوه ثم نموت في حدود الدول ، مكر وحِيَل وأمراض تصنع وتعمم في اليمن من قبل الأحزاب والجماعات التي أفسدت علينا العمل الصالح والمكرمات ، بلدنا يُدمَّر بيد أبنائه وشعب يغرق في الدماء ، رغم أن غيرنا من الشعوب والأمم الحقيقة عندهم تبنى على الثبات وعندنا تبنى على المصالح والمتغيرات ، اليمن بلاد كل اليمنيين وليست بلاد الشيخ والسيد ، اليمن على الإسلام بدون ما يفرضه العلمانيين أو الإخوان ، اليمن بلاد التنوع والمذاهب ، بلاد يعيش فيها من زمان الإيمان فلا أحد يزايد علينا بحب الآل أو الصحابة، يا من تقتلون أحفاد الآل والصحابة فلا تفرضوها علينا ولا يمكن أن نقبلها ، الشعب من زمان في اليمن يعيش على الحب والإخوة والسلام لم نعرف الفوارق المذهبية.
يا شيعة ويا سنة كلكم يمنيون لا تصدقوا من يشعلون الأحقاد والنيران، منهم قادة هذا الزمان ، من أراد أن يكون سنياً فليكن سنياً ومن أراد أن يكون شيعياً فليكن شيعياً ، لا تطلقوا النار على بعضكم بعضاً, لأن أمامكم الجنة وأمامكم النار، ومن يريد أن يعبد الله في المسجد أو يعمله حسينية لا يقتل ولا يحقد ولا يخرب ، يا من أصابعك على الزناد وعلى وجهك اللثام ، يا من تختفي وراء الأحجار والقضبان على من توجه السهام والنشان إن الذي أمامك أخوك في الإسلام ، يقول لك لا تعذبني ولا تقتلني ولا تزرع في طريقي الألغام يا من تعيشون على الإنقاذ والأوهام بلدنا بحاجة للعمل والمحبة والوئام وليس للتهديد والانتقام، يا من تبحثون عن المال والجاه والسلطان، لا تسمحوا بهيمنة السعودية أو إيران ولا بفكر الحرب أو الحصار أو الدمار أوقفوا هذه الأعمال وخافوا الله ، الناس في حالة خوف ورعب من يقدم منكم لنا زهرة أو ورده أو يبني لنا مستشفى أو يبني لنا مدرسة أو يبني للأطفال حديقة، أبعدوا عنا الحروب وارفعوا المتاريس, على من تضحكون! أنتم في نظر الشعب ناهبون متقطعون مجرمون ، اليوم الشعب بحاجة إلى من يسعده ومن يحميه ومن يعيد له الآمال ، يكفي قتلاً, يكفي إرهاباً, يكفي وعوداً وتصريحات ، الشعب لا يريد الاقتتال أو الدما, مستعد أن يصبر في ظل الأمن والسلام ، لا يريد الحرب والخراب ولو يتحول العسل بدل الماء إلى جرار ولا تتحول الإخوة في اليمن إلى الطائفية كما العراق أو البحرين أو السودان .
إن الواقع يتم رسمه لنا في اليمن على المتغيرات المخالفة التي تهدم ولا تقوم على البناء اليمن تتوسع فيها المخالفات وتوزيع الأحقاد وما أكثرها وهي من صُنع بعضنا المولعين بالحروب والأهواء الذين يغيرون الحقائق وثوابتها ويبتدعون المتغيرات التي تضر وتؤخر كل الآمال والطموحات ، شعب يقوم ببناء ذاته على المخالفات خلف القيادات والزعامات التي تريد تغيير الحقائق بالمنكرات ، والزعامات لم يستوعب التقدم والرقي والنهوض الذي يحصل في البلدان إلا شكليات ، نستهلك في اليمن بعض من التطورات التي تقودهم إلى الملذات والشهوات وحب الدنيا التي طغت عليها الماديات مع إصرارهم على بقاء الجهل والتخلف واستمرار الفوضى وفي كل دول العالم المتعلمين والأذكياء والمتنورين سجلوا بلدانهم في قواميس الاختراع بعلمهم وجهدهم أوصلوا أوطانهم إلى الاكتفاء والنجاح في كل المجالات والميادين، يحدثون تحولات من خلال البرامج التي تلبي تطلعات الشعب ولو بلدانهم قليلة الموارد لكن القدرات البشرية تصنع المعجزات، ينطلقون بفكرهم وتستفيد البشرية بعلمهم سنوات معدودة وتتغير فيها معالم الدول إلى الأفضل والأحسن إلى الأجمل بثبات وإصرار والبحث عما يفيد الإنسان، منجزات تتحدث عنها الأجيال وشعوب لحكمائها والمتنورين تلغي في بلدانها معالم الجهل والظلام عقول تحسن كيف تسعد بلدانها وتطور شعوبها ونحن في اليمن تسوِّق لنا الزعامات والقيادات مشاريع متعددة ومتنوعة تؤدي ببلدنا الى الخراب نريد الخروج مما نحن فيه ، نريد إنهاء برامج الجمع والحشود والاقتتال ، نريد أمن وسلامة اليمن بدون اعتصامات أو مظاهرات بدون خداع وتغيير الحقائق عبر الصحف والقنوات ، نريد ترك المزايدة بمصير وطن وقضايا شعب ، نريد الحوار وليس التهديد او الدمار، نريد أن يكون الشعب شعباً واحداً غير مقسم تابع للأحزاب أو الجماعات، نريد دولة للشعب وليس دول للأحزاب أو الجماعات ، نريد رئيساً يختاره الشعب وليس قائداً يُفرض على الشعب ، نريد النظام والقانون بدلاً من المحسوبية والمجاملة والواسطة ولو عرضنا ما تقوم به ما يسمى بالمتنورين أو النُّخب في اليمن من مشاريع ومغامرات استوطنت في عقول الساسة والمسئولين التي أودت بنا إلى مهالك الحياة، حروب وأزمات ونشر للفتن والأحقاد، ومن مهالك الموت القتل والذبح والتفجيرات، ومن مهالك الأخلاق انعدام الضمائر والقيم التي غابت وبغيابها ظهرت عوامل من الأخطاء التي تصحح بالمراضاة ومجموعة ثقافات غيرت معالم الآباء والأجداد ومتغيرات غيَّرت طموح الشباب ورفعت وعلو البلاد وفي اليمن شواهد شوهت نظرة العالم لليمن وشعبها وكيف تأخرت عن الشعوب بسبب الصراع والأطماع ولماذا أهدرت الثروات ونهبت الممتلكات وحطمت القدرات البشرية بسبب فكرة الفيد والنهب التي تأصلت في عقول القيادات .
بلد كان له من المجد الكثير وبأطماع الساسة والمسؤولين وصلت اليمن إلى إبقاء عوامل التخلف والتجهيل وتم تثبيتها في نفوس المواطنين جيلا بعد جيل والتي نمارسها برغبتنا وهي من عوامل التأخير, فلو نظرنا إلى حقيقة اليمنيين بماذا يتفردون عن شعوب دول العالم وبقائهم في براثين التخلف والعشوائية ، وعدم الالتزام بالقانون والنظام ، شعب يتناول ويمضغ القات ، مولع بـ"الشمة " ويلبس السلاح ، ومن السلاح تنتشر الثارات ومن العلم يريدون الشهادة والهدف من الوظيفة الفائدة ، لقد اتخذنا من المخالفات عادات ومن العادات صفات ، المشيخ عندنا لمن عندهم مسلحين وعندهم سيارات ، واقع مؤلم وحزين نعيشه في اليمن على كثير من المعوقات والتغييرات ، نتوه في عالم السيئات والظواهر المخلة بالعادات من المحسوبية إلى الواسطة إلى المجاملات ، والرشوة تضاف الى الثقافات ، لها حكايات نتجاوز بها التقدم والرقي ونخفي بها التجاوزات والاستحقاقات والحقوق والواجبات .
بلد يحتضن كل مراتب الجهل والتخلف في الأخلاق والتعامل والعمل وعدم تقديم مصلحة الوطن على مستوى كل الإدارات ، مفهوم نمتاز به في اليمن عن بقية الدول وهو إباحة واستباحة المال العام واللف والدوران والشاطر عندنا من بنى نفسه من الحرام والشريف والمسكين والمخلص ضعيف وجبان .
إن المتصارعين على السلطة من الأحزاب والجماعات لم يقدموا للشعب والوطن حلولاً أو مخارجَ مما يواجهنا من عراقيل أو معاناة ولم نشاهد منهم بوادر انفراج الأزمات ، إنهم مفلسون في حل قضايا الوطن ، ولم نرَ منهم سوى الخطابات والتصريحات التي تزيد الشعب والوطن مشاكل ومؤامرات، في بلدنا متغيرات وهي من صميم المنجزات وأقوال مأثورة نرددها نحن اليمنيين فقط خوفا من ضياع الحقوق والممتلكات، ( صلح أعوج ولا شريعة سمحاء ) ، ( الدولة حبالها طويل ) ، مأثورات يقبل بها أصحاب من لهم حقوق سُلبت أو نُهبت أو اغتصبت .
سلوكيات يفرضها المسؤولون وسلطات تمارسها بعض القيادات والنافذين والوجاهات في أماكن أعمالها في سلك القضاء وفي النيابات وفي أجهزة الأمن وفي مكاتب العمل والعمال أثناء حل المنازعات ممن هم يتصدرون المواقف ويفرضون الحلول والتحكيم وقلوبهم كالحجارة مصالحهم أولاً ، ينتقصون من حقوق المظلومين والضعفاء والمساكين مقابل ملء الجيوب وإرضاء الآخرين ، أين سيذهبون من عقاب الله ؟! وإن سلموا في الدنيا لن يسلموا في الآخرة ، اللهم وجنِّب اليمن وشعب اليمن شر قادتها الذين يفضلون الحروب على السلام والأمان ، اللهم وأحفظ اليمن وأهل اليمن وجنبنا يا رب شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
نريد أن نعيش بسلام ولا نريد المزايدة والكلام 2314