;
غيلان العماري
غيلان العماري

عن الحوثي المنتظَر 1279

2014-09-04 19:48:48


عند أن استحالت الساحة الوطنية الرسمية إلى منصات مشبوهة يطلق من خلالها الأشباه أعيرة استقطاباتهم المحشوة بعبوات حزبية ومذهبية ناسفة؛ سقط الوطن ولا يزال في دوامات عنيفة من الصراعات التي تلاشت في ظلها الأحلام بواقع يمكن التعويل عليه في العبور بالحاضر نحو مربعات المستقبل الآمن المنشود..

في اليمن كما في بقية الدول التي أتاها الربيع فلم يكن طلقا بما يكفي لإطلاق الشعوب من معتقلات حاضر طاعن بالتيه والضياع تبدو الحاجة ماسة لربيع آخر مختلف ينضو عن كاهل الأوطان كل هذا التداعي والسقوط.. عن ربيع صادق غير معني بصغائرهم ومشاريعهم الانتهازية اللئيمة ولا بمحاصصاتهم الحزبية المثيرة لشهية الاشمئزاز والقرف.. والتي ظلت تتقدم بحضورها المتهالك حلم هذا الشعب النازف انتظاراً منذ أمد بعيد؛ انتظار الفرج دون جدوى أو جديد!

قال لي صديقي وهو يفتش عن مخرج مناسب لوطن عالق في شرك التعثر منذ زمن:                                  "ما فيها إن جربنا الحوثي يمسك البلاد.. فمن يدري يمكن يفرجها الله على يده وتتحرك العجلة هذه حقهم اللي غرزت بالوطن ولا حركة"؟ قالها ومضى يعدد خياراته الأخرى, بينما بقيت متوجسا وغير قادر على ابتلاع فكرة أن يحكمنا الحوثي وهو الغارق حتى أذنيه في وحل التطرف الاجتماعي القادم من أدغال الاصطفاء السُّلالي الموحشة التي يحضر فيها السادة ويتكدس تحت أقدامها العبيد, فضلاً عن عديد ممارسات طائشة مراهقة لا تتردد في تدمير كل ما يقف في وجه قناعاته وإن بدا عطبها بوضوح!!

ها هو اليوم يحاصر صنعاء بعد أن تساقطت أمامه القلاع تترى, تقول خطاباته المتلفزة الكثير الكثير ممَّا يعتمل في وجدان هذا الشعب الكسير! يبدو كما لو أنه الناطق الرسمي باسمه وقد غدا (أي الشعب) مسحوقاً تحت عجلات هذه الحكومة الحاكمة بأمر الشيطان, هو ماضٍ اليوم في تجييش الناس لإسقاطها وإسقاط جرعتها التي أطلقت رصاصة الرحمة في صدر هذا الشعب المسالم المستكين, لا يهم هنا أن نُفتِّش في الإرادات, فَنُسمِّ موقفه بالقول : "كلمة حق يراد بها باطل" إذ لسنا أوصياء على الباطن كما أن الراهن الوطني يقتضي المبادرة للمضي بإرادة جمعية موحدة لرصِّ الصفوف في وجه الكارثة, لا أحد راضٍ عن أداء الحكومة وحتى الاصلاح نفسه ومن خلفه المشترك لم يترددوا من اتهامها بالفساد الظاهر المستشري الوخيم ...كذلك قالها المؤتمر وحلفائه, قالها الجميع بوضوح فلماذا يفزعون من محاولات إسقاطها, وما هذا الاصطفاف المخزي لمواجهة من يحاول ذلك ؟!

سنكون مع الحوثي لإسقاط هذه الجرعة القاتلة بالتزامن مع إسقاط بل ومحاسبة هذه الحكومة الكسيحة القبيحة فقط إن هو تقدم بقوة المبدأ لا بمبدأ القوة, بضمير هذا الشعب لا بإضمار النوايا البائسة المشوهة, إن تخلَّص من عُقدة الماضي وعُقَده وجنح إلى نزع كل أسمال التعصُّب المذهبي عنه وعن جماعته وثابوا إلى وطنٍ نسكنه حباً فيسكننا انتماءً ونماءً وتنمية.....سنكون معاً في سفينة هذا الوطن شاء من شاء وأبى من أبى وأي خرق لها سيعرضنا جميعاً للهلاك, فهل يعقلها الجميع ويجنحون للمصالحة الحقيقية البعيدة عن شوائب التوجس والتربص والغِل؟! الوقت يمر كئيباً وفتيل الكارثة آخذ في الاشتعال ولن ينطفئ إلا بما سبق.. لهذا الوطن الأسمى السماء ولا نامت أعين المتربصين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد