;
الشيخ / علي القاضي
الشيخ / علي القاضي

مُقترَح لتدريس السياسيين 1207

2014-09-04 19:52:27


لاشك أن هناك فقراً كبيراً تربوياً وأخلاقياً في سلوك كثير من السياسيين في عالمنا العربي من حُكام ونُخَب وقد انعكس هذا الخلل في إدارتهم لبلدانهم ومؤسساتهم فشلاً واحباطاً وتقهقرا وشقيت بهم مجتمعاتهم وأمتهم ولو ارتقت قيمهم قليلاً لما كان حال أمتهم حالها الآن, لذلك اقترح أن يقرر إجبارياً على السياسيين من الرئيس الى أصغر سياسي مادة التزكية وتشمل محاضرات في الفضائل التالية :الحياء والمروأة والصدق ونحوها وتحذيراً من الرذائل التالية :الكذب والخيانة والسرقة ونحوها, إذ أن معظم مشاكلنا السياسية أسبابها أخلاقية, فكل أزمة سياسيه وراءها وقاحة وقلة مروأة أو سرقة وخيانة...إلخ وكل حلول وانفراج وكل تقدم وازدهار وراءه صدق وحياء ومروأة ...إلخ مصداق ذلك تثبته الدول الناجحة في العالم فهي تحمل قدراً كبيراً من الحياء خوفاً من الفشل أمام شعوبها والمروأة في ترفُّعها من أن يُنسَب إليها استهتار بحقوق الناس أو لا مبالاة بإتقان مهامها فضلاً عن أن يُنسَب إليها كذب أو خيانة أو تقصير متعمَّد بالمسؤولية وبسبب هذه القيم لا يمكن لسياسي أن يبقى في منصبه إن تسبب في ضررٍ لأمته ولو كان بريئاً من تهمة تعمُّد الإهمال كوزير مواصلات يستقيل لحادث مروري مروع أو وزير رياضة يستقيل لنكسة فريقه الوطني ..إلخ بينما في بلاد العرب خاصة اليمن لا يستقيم ولا يستقيل وزير دفاع وإن قُتِل جُنده ذبحاً أو رصاصاً أو اُقتُحِم مكتبه في وزارته أو حاصرت العصابات الوزارات أو أسقطت المحافظات, إنها قيم الحياء والمروأة والصدق وأمانة المسؤولية حافظ عليها غير العرب في أعمالهم وسياساتهم تجاه شعوبهم وصاغوا قوانينهم بما يقوي وجودها ويعاقب مخالفها فجنوا ثمارها نجاحاً وتقدما ونظاماً تتربى عليه اجيالهم وشعوبهم وفي المقابل تجد الدول الفاشلة في العالم تعلن أن أهم أسباب فشلها الخيانة والسرقة والكذب والوقاحة ..إلخ لدى مسؤوليها وسياسييها.

أقترح أيضاً أن يضاف للمادة السابقة مادة التاريخ ويكثف عليهم : محاضرات نهاية الحكام والملوك صالحين وطالحين فترسخ في نفوسهم أن الملك الى زوال والمناصب فانية مهما كانت قوة وجبروت أصحابها ومحاضرات في نهاية الظَّلَمة قديماً وحديثاً علَّهم يعتبرون فيعدلون ومحاضرات في أسباب انهيار الدول وأثر خيانة الحكام ونذالتهم في ضياع دولهم وإهلاك شعوبهم عبر التاريخ فربما يجنبهم ذلك سلوك سبيل المجرمين قبلهم.

 أقترح أيضاً عليهم لتؤتي المناهج السابقة أُكلها : 1- تقليل الجلوس بين السياسيين ما أمكن فكثرة مخالطتهم لبعضهم ربما تسد عليهم منافذ قبول النصيحة أو الشعور بهموم الناس ومعاناتهم وتجعلهم يعيشون في دائرة مغلقه من اللف والدوران والحيل والحفر الارتوازية لبعضهم.

2ــ تقليل جلوسهم أمام المرآة والقنوات والصور واللقاءات الصحفية وغيرها؛ فهي تشجع على البقاء في المناصب مهما كَثُرت وكبرت المعايب كما أنها ربما تنفخ في النفس العجائب من ادعاء صاحبها للمواهب والفتوحات الربانية في قيادة الشعوب الغبية.

 3 ــ عدم إعلانهم للناس عن مقترحات الحلول وعن وعود رفع الدخول وتحسين الأجور ..إلخ فهذه الإعلانات تشوِّه سمعتهم وتؤكد عند الناس كذبهم وفشلهم وإنما عليهم أن يقولوا بعد أن يفعلوا ويعلنوا عمَّا يلمسهم الناس منهم.

 *أخيراً ــ على وزارة المالية تحديد راتب غير متكاثر للمسؤولين مهما كبر فليست المشكلة والمعاناة التي يتكبدها الشعب في أن راتب المسؤول مرتفعاً وانما في التكاثر البكتيري لراتبه من بدلات ونثريات وسفريات وسيارات ولترات عسل وبترول وديزل وتغذية ..إلخ تكفي لسد احتياج محافظة والوقاحة في إنزال الجرعة ودعوة الشعب لربط الأحزمة قبل أن يفطم السُّراق عن نهب الدولة اللهم ارفع مسؤولينا عنَّا ولا تبدلنا بمثلهم ولا تولِّي مواطناً يكثر نقد المسؤولين لأنه ليس منهم ليسرق معهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد