مثلث بارمودا المعروف بهذا الاسم دولياً يقع في أعالي البحار في منطقة لا تمر فيها سفينة أو تمر في أجوائها طائرة إلا التهمها بسرعة البرق حتى أن طاقمها لا يتمكن من إرسال إشارة استغاثة.. وقد حاول علماء الغرب اكتشاف السر وعجزوا حتى الآن.. وقال بعض علماء الإسلام إن هذه مملكة الشيطان!!.
لكن مثلث بارمودا اليمني ذو ثلاثة أضلاع متساوية ويعمل بنفس عمل مثلث بارمودا ولكن لالتهام اليمن أرضاً وثروة وإنساناً.. وأول أضلاعه المؤلمة هم القاعدة فهم ينادونا بتحكيم الشريعة الإسلامية ويتخذون من القتل والتدمير وقطع الرؤوس وسيلة لتحقيق هذه الغاية السامية (تحكيم الشريعة) وما علمنا أن طريق الوصول إلى تحكيم الشريعة الإسلامية يمر بالتدمير والتفجير والتفخيخ والتخريب وقطع الرؤوس.. فما بُني على باطل فهو باطل والإسلام لا يقبل الوسائل المحرمة للوصول إلى غاياته السامية ومقاصده الراقية.. ويبدو أنهم لا يفهمون من الدين إلا (فجر فجر دمر دمر) والضحية اليمن أرضاً وإنساناً.
الضلع الثاني من مثلث بارمودا اليمني هم الحوثيون: فهم ينادونا ليل نهار بقتل الأمريكان واليهود ولكنهم لا يقتلون إلا المسلمين اليمنيين (حصرا).. قادوا الحروب المتعددة وقتل فيها الآلاف من الطرفين واحتلوا المحافظات وتمردوا على الدولة وشكلوا دولة داخل الدولة وكلما دخلوا مدينة قاموا بتفجير مساجدها ومعاهد القرآن فيها.
واليوم يقولون إن قلوبهم علينا كشعب فدخلوا صنعاء تحت هذه اليافطة ليخلصونا من الفاسدين ومن الجرعة في أسعار المشتقات النفطية.. وهم اكبر الفاسدين حين يقتلون الآلاف ويفجرون دور العبادة ويرتهنون للخارج.. يريدون استغفالنا بحجج وأعذار أقبح من ذنب، وهل هناك فساد اكبر من استباحة الأرواح والدماء وتخريب والمدن ؟! إنهم يريدون رأس الدولة ولا يريدون حلاً.. وفي الواقع هم مجرد أحجار على رقعة الشطرنج .
أما الضلع الثالث: فهي الحكومة الفاشلة بمتوالية هندسية برئاسة باسندوه والرئيس هادي الذي – ربما – مازال لم يستوعب انه قد أصبح رأس الدولة وفلم يستطع اتخاذ قرارات جريئة تحفظ الوطن من الانهيار تحت مبررات لا تقنع طفلاً.. ومنها الجنوح إلى السلم والحكمة ورفض العنف وهلّم جرا.. وهذه مبررات تدل على العجز أكثر منها على الحكمة.
وهكذا أصبح اليمن رهينة لهذا المثلث المتساوي الأضلاع ولا عزاء للوطن المنكوب ببعض أبنائه. وتصبحون على وطن خالٍ من مثلث بارمدا اليمني.
منصور بلعيدي
القاعدة..الحوثيون..الحكومة..مثلث بارمودا اليمني 1502