تساؤل مشروع لكل من يهمه أمر الوطن.. خاض اليمن منذ 2006م حروبا ست كانت تبدأ وتنتهي ولا يعلم الشعب من المسبب لها ومن أوقفها ولم ير الشعب سوى دماء أبنائه من الجيش والمواطن ليس طرفاً في النزاع وممن يثير النعرات المذهبية والطائفية.. وفي الأخير الدم اليمني مستباح وتتوالى الأحداث وتتنزل النقمات ويتساءل الحيران بأي ذنب قتلت ولم يدرك الشعب آنذاك بأنه أصبح مهيأ للانفجار وتبدأ الشرر من هبات أسموها بالشعبية لتنبئ بمخاض عسير ربما يستمر لسنين ويصبح الشارع مهيأ لإحداث ثورته في هذا الظرف من الزمان والمكان..

 صف الحوثيون في صفوف الشعب وغردوا مع من صدح باسم الثورة وظن الناس أن الهم وحد الشعب وأن المصالح انتهت عند مطالب الشعب أجمع ولكن إما أن الشعب غبي ادعى الغباء آنذاك واستمرت الثورة وتوحدت الأصوات ضد النظام السابق وإسقاط النظام الفاسد فما لبثوا إلا قليلا حتى بدأت الأقنعة تسقط قناعا تلو آخر.. ومع هذا مازال الشعب يلملم جراحه ولم يفرغ بعد لتضميده فجاء مؤتمر الحوار الوطني وقد سبقته مبادرة خليجية راعية للعملية السياسية في اليمن وبدا للشعب من الظاهر أن الجميع قد اتفق على إخراج السفينة إلى بر الأمان واختفت أيادي أمينه ولكن ما إن كان الشعب في غمرت اهتمامه بنفسه حتى التفت أيادي أمينة من الخلف وتوالت النكبات والأزمات والقتل والتشريد والغدر والخيانات تطفو على السطح.. كان السعي واضحا إما أيدي أمينة أو الهلاك دونها.. ولم تكتفي بهذا بل ظهرت المعارك على أطراف رقعة الوطن بداية من صعدة ومرورا بكشر حجة وأبين وحضرموت والجوف والرضمة وعمران والعودة إلى الجوف مجدداً.. ومع هذا كله إلا أن الغريم مجهول رغم مجاهرته بما يصنع ويتفنن بطريقة للقتل لكن الصراخ عاليا بأنه المسالم.

وما إن ينتهي من مهمة إلا وقد ابتدأ بالأخرى حتى وصل الأمر إلى حصار صنعاء وظن الشعب أن حصار السبعين يوما ما انتهى وأنه كان في حلم طويل انتهي فجأة وأخذ السرااااااااااااااب معه وليته ما فعل ولكن الأيام تكرر نفسها فمن كان بالأمس في صف الشعب ويمقت النظام هو اليوم نفسه من يدعي أنه هو الشعب ويحشد أنصار خصمه!! وهنا ألف سؤال وسؤال لك أنت أيها المؤتمر الشعبي العام- ممثلا بالقيادة السياسية- يا ليت تحدد لأنصارك ومحبيك ولوطنك أين تضع قدمك, فبعد حصار صنعاء جاءت الدعوة للاصطفاف الشعبي وروج لك الإعلام الرسمي أنك صاحب المبادرة وأنك المنقذ الوحيد وأملي أن يكون كذلك ولكن أن يرتفع شعارك في وسط حشود من أراد زعزعة السكينة في البلد, فلقد عجبت من الأمر وهو يحتمل عدة إجابات:

 الأولى: إما أن المؤتمر لم يعد يملك قواعده فإن كان هذا فالأحرى بهم أن يجرجوا بشخصهم..

والثانية: إما أن المؤتمر له رجل مع الشعب والحكومة والشرعية فإن غلبت فهو صاحب الحل والعقد ورجل أخرى مع الحوثي وأنصاره فإن غلب فهو يستطيع انتزاع فريسته من فم الثعلب الماكر ويصير هو من استطاع أن يحمي الثورة والجمهورية كما يرى الشعب هذا واضحا وجليا.. ولكن خلف الكواليس لابد من تقاسم الكعكة سوية بين خصوم الوطن..

 أيها المؤتمر هل حلم العودة مازال يراودك أنت في الأصل موجود وبقوة ولكن الواضح أنك لا تقبل الشراكة.. أنت الآن تعمل من أجل عودة حليمة للحياة القديمة وبأي طريقة.

لا ينسى كل أطرف النزاع بأن الوطن ملك للجميع فالخائن يبيعه والأمين يسعى للحماية والضعيف يريد منه قوت يومه ومأمن مسكنه والجاهل لا يعرف خصمه.